كشف استشاري علاج الأورام بالأشعة الدكتور هدير مصطفى مير ، أن إتباع النمط الصحي للحياة يعزز الوقاية من التعرض للأمراض ومنها السرطانية التي يمكن تجنبها ، إذ إن هناك بعض الأمراض السرطانية تحدث نتيجة بعض العوامل ومنها التدخين والتعرض للأشعة فوق البنفسجية والسمنة المفرطة وعدم أخذ التطعيمات ضد الفيروسات ومنها على سبيل المثال فيروس الكبد الوبائي وفيروس الورم الحليمي البشري.
وقال إن دراسة حديثة أجرتها الجمعية الأمريكية للسرطان بينت أن 40% من حالات الإصابة بالسرطان في الولايات المتحدة ونصف الوفيات الناجمة عن هذا المرض تعود إلى عوامل قابلة للتغيير يختارها المرضى أنفسهم ، وتشمل هذه العوامل التدخين الذي يعتبر العامل الأول المسبب للسرطان، حيث يسبب 20% من حالات السرطان في الولايات المتحدة ، ورغم التراجع الكبير في معدلات التدخين، إلا أن عدد حالات سرطان الرئة المرتبطة بالتدخين لا يزال يثير القلق ، ومن العوامل أيضًا السمنة وزيادة الوزن ، إذ تسبب السمنة وزيادة الوزن 8% من حالات السرطان ، بجانب عدم ممارسة الرياضة ، فقلة النشاط البدني يسبب بعض حالات السرطان ، كما أن النظام الغذائي غير الصحي يسبب بعض الأطعمة والمأكولات غير الصحية بعض حالات السرطان.
وتابع د.مير أن الدراسة الأمريكية أشارت إلى أن من العوامل التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية قد يسبب بعض حالات السرطان ، وأظهرت الدراسة أن 100% من سرطان عنق الرحم، و 90% من سرطان الرئة، و 80% من سرطان الجلد يمكن الوقاية منها من خلال تغيير نمط الحياة.
وتابع أن نمط الحياة الصحية يعني مجموعة من الممارسات التي تهدف إلى تحسين مستوى صحة الفرد والوقاية من الأمراض، مما يؤدي في النهاية إلى الارتقاء بمستوى الحياة بشكل عام، وقد يقتصر مفهوم نمط الحياة الصحية لدى البعض على ممارسة الرياضة وتناول الغذاء الصحي، ولكنه يشمل أيضاً سلامة العقل وصحته، ولا تنشأ الحياة الصحية إلا بحدوث توازن بين الصحة الجسدية والصحة العقلية أو النفسية ، وتشتمل مكونات نمط الحياة الصحية على الغذاء المتوازن والسلوك الغذائي الصحي ، ممارسة النشاط البدني
، النوم الصحي وجودته كماً وكيفاً، التحكم في ضغوطات الحياة ، تجنب العادات السلوكية الضارة.
وأكمل أن الفكرة الأساسية في اتباع نمط الحياة الصحية تتركز حول البدء بخطوات عملية بسيطة نحو التغيير للأفضل ، فيما يتعلق بالغذاء والنشاط البدني والنوم وغيرها من الممارسات الصحية، فلذلك من الضروري أن يتحلى الشخص على اتباع نمط حياة صحية بالصبر، ومع مرور الوقت تصبح الممارسات الصحية عادات لا يمكن التخلي عنها خصوصاً مع ملاحظة فوائدها على الصحة الجسدية والعقلية.
وخلص د.مير إلى القول:
أثبتت الدراسات والأبحاث أن الأشخاص الذين يلتزمون بنمط حياة صحي يتمتعون ويستمتعون بجودة حياة أفضل وأعلى مقارنة بالذين يهملون أنماط الحياة الصحية، فمن خلال إعطاء الأولوية للصحة والعافية، يمكن للأفراد تقليل احتمالية التعرض للأمراض المكتسبة وغيرها من الأمراض المرتبطة بالعمر، مما يعزز جودة حياتهم .