أكّد معالي مدير مركز المعلومات الوطني في الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) الدكتور عصام بن عبدالله الوقيت على أن العالم يشهد تسارعًا كبيرًا نحو تقنيات وابتكارات الذكاء الاصطناعي التي تركز على تحقيق التميز التشغيلي وضمان جودة المنتجات والخدمات، حيث وصل الإنفاق العالمي على الذكاء الاصطناعي لتحسين الكفاءة التشغيلية إلى أكثر من 120 مليار دولار وفقًا لتقرير (IDC حول الإنفاق العالمي على الذكاء الاصطناعي لعام 2023م).
جاء ذلك في كلمة لمعاليه خلال مشاركته اليوم في جلسة رئيسة حول (دور التقنيات المتقدمة في ضمان جودة الخدمات والمنتجات) في المؤتمر الوطني التاسع للجودة في فندق الريتز كارلتون بالرياض.
وقال: إن أكثر من 72% من المنظمات تطبق الذكاء الاصطناعي في تحقيق التميز التشغيلي في مجال عمل واحد على الأقل وذلك وفقًا لتقرير شركة ماكينزي حول حالة الذكاء الاصطناعي لعام 2024 اعتمادًا على بيانات من أكثر من 1300 منظمة عالمية، كما وصل عدد الروبوتات الصناعية التي تستخدم في عمليات التصنيع إلى أكثر من 4 ملايين روبوت عام 2023 وفقًا لتقرير الاتحاد الدولي للروبوتات، وتدل هذه الأرقام على الإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي في ضمان جودة المنتجات والخدمات و على توجه المنظمات في كافة القطاعات إلى زيادة استثماراتها في هذا المجال.
وأضاف معاليه “أن القيادة الفعالة في المنظمات تعد من ركائز التميز التشغيلي فالذكاء الاصطناعي يعد اليوم شريكًا موثوقًا لقادة المنظمات من خلال ما يوفره لهم من تحليلات وتنبؤات دقيقة تساعدهم على اتخاذ القرارات المؤثرة فيما يطلق عليه اليوم القيادة المدمجة بالذكاء الاصطناعي حيث يرى 97% من الرؤساء التنفيذيين للشركات أن الاستعانة بالذكاء الاصطناعي ساهم في تحسن أدائهم، وخفف أعباءهم الإدارية وعزز من قدرتهم على قيادة منظماتهم، وذلك وفقًا لدراسة شاركوا فيها، تم مناقشتها خلال مؤتمر The Gartner IT Symposium/Xpo لعام 2024.
وأوضح أن من أهم الاعتبارات الأساسية التي على المنظمة مراعاتها عند استخدام الذكاء الاصطناعي للسعي نحو التميز التشغيلي هي مواءمة تبني الذكاء الاصطناعي مع الأهداف الإستراتيجية لها وأن تكون أهداف المنظمة واضحة ومبنية على البيانات إضافة إلى وجود مؤشرات أداء محددة ومرتبطة بنتائج واضحة، ويبدأ تطبيقها في إدارة الجودة بشكل تجريبي على مراحل في مجال محدد قبل التبني على مستوى واسع، علاوة على إشراك الموظفين في تطبيق مبادرات الذكاء الاصطناعي للحصول على ثقتهم وتبديد مخاوفهم بشأن مستقبل وظائفهم.
ولفت النظر إلى أن الابتكار وتعزيز ثقافته في المنظمات يعد من ركائز تحقيق التميز التشغيلي منوهًا بالدور الذي يقوم به المركز الوطني للذكاء الاصطناعي في سدايا على المستوى الوطني في تعزيز منظومة البحث والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي في المملكة وتطوير حلول تخدم الأولويات الوطنية في مختلف القطاعات مثل : استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي المتقدمة في حصر أعداد الحجاج بسرعة فائقة ودقة عالية لتسهيل إدارة وتنظيم حركتهم، ومنتج صوتك الذي له دور في تسهيل التفاعل بين الإنسان والآلة في مجالات عدة منها خدمة العملاء وتعزيز إمكانية الوصول إلى الخدمات الحكومية للأشخاص ذوي الإعاقة.
ويرى الدكتور الوقيت, أن الابتكار في المنتجات والخدمات يمثل ضرورة حتمية للمنظمات حيث يمكن لنماذج الذكاء الاصطناعي بإمكاناتها الهائلة من توليد أفكار لمنتجات وخدمات جديدة تلبي توقعات المستفيدين وذلك من خلال تحليل كم هائل من البيانات المتعلقة بالأسواق والمنافسين ورغبات وأنماط سلوكيات العملاء، لتأتي بعد ذلك محاكاة المنتجات الجديدة والتحقق من ملاءمتها قبل دخولها مرحلة الإنتاج الفعلي.
وعرج على الدول الكبير الذي تقوم به (سدايا) نحو تسخير إمكانات البيانات والذكاء الاصطناعي لتحقيق التنوع الاقتصادي، وتحسين الكفاءة الحكومية، ورفع جودة الحياة للمواطنين والمقيمين، إلى جانب دورها المحوري في دعم التحول الرقمي من خلال تطوير وتشغيل العديد من المنصات والتطبيقات الوطنية، وتطوير منظومة متكاملة من التشريعات التي تضمن التعامل مع البيانات والذكاء الاصطناعي بشكل أخلاقي ومسؤول من خلال مكتب إدارة البيانات الوطنية، وبناء القدرات الوطنية في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي