
منذ القِدم، شكّلت الخيل ركنًا أصيلًا في حياة الإنسان العربي، حيث كانت السند في الحروب، والوسيلة في السفر، وعونًا في طلب الرزق. ولم تكن مجرد وسيلة نقل، بل حظيت بمكانة خاصة في ثقافة العرب، لا سيما في المملكة العربية السعودية، حيث تعدّ الخيل العربية الأصيلة جزءًا متجذرًا في الموروث الشعبي العريق.
وقد أولى العرب الخيل اهتمامًا بالغًا ظهر في العناية بطعامها وشرابها، وحضورها اللافت في النصوص الدينية، إذ ورد ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية، وتغنى بها الشعراء، واستشهد بها الحكماء، حتى أصبحت رمزًا للأصالة والفروسية والفخر.
وتتميز الخيل العربية الأصيلة بجمالها الفريد المتمثل في الرأس الصغير المتناسق، والعينين الواسعتين اللامعتين، والعنق المقوس، والذيل المرتفع، مما يمنحها مظهرًا خاصًا، بالإضافة إلى صفات الوفاء والذكاء والسرعة والقدرة العالية على التحمل والتكيّف مع مربيها.
واليوم، تواصل الخيل العربية حضورها اللافت على الساحات المحلية والدولية، من خلال مشاركتها في السباقات والبطولات، وتربيتها في أرقى المزارع والإسطبلات، مؤكدة أن علاقة الإنسان بالخيل علاقة عشق ووفاء متوارثة عبر الأجيال.
وفي هذا السياق، انطلقت في منطقة القصيم، الخميس الماضي، فعاليات النسخة الثالثة من بطولة جمال الخيل العربية الأصيلة، والتي تستمر لمدة ثلاثة أيام، بمشاركة 260 خيلًا عربيًا أصيلًا، وسط حضور واسع من المشاركين والهواة ومحبي الخيل.