
شاركت جمعيّة ترميم للتنميّة بمنطقة مكة المكرمة في أعمال ملتقى “معمار الأول”، الذي أقيم مؤخراً برعايّة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقيّة ، وناقش مستقبل الإسكان التنموي ودور الابتكار في تطوير الحلول السكنيّة المستدامة ضمن مستهدفات رؤيّة المملكة 2030.
وقدّمت الجمعيّة ورقة عمل متخصصة بعنوان: “الابتكار الاجتماعي في الإسكان التنموي”، قدمتها دعاء إمام، مساعد الرئيس التنفيذي للجمعيّة ، استعرضت خلالها أبرز التحديات التي تواجه القطاع، والمتمثلة في محدوديّة الموارد الماليّة ، وارتفاع تكاليف البناء، وصعوبة توفير الأراضي داخل النطاقات العمرانيّة ، والحاجة إلى ربط السكن ببرامج تأهيل وتمكين شاملة.
وأكدت إمام أن جمعية ترميم تبنت منذ تأسيسها نموذجًا تنمويًا مبتكرًا قائمًا على مفهوم الابتكار الاجتماعي، يدمج بين الاحتياج السكني والتمكين الاقتصادي والاجتماعي، مشيرة إلى أن نجاح الحلول التنمويّة لا يُقاس فقط بتوفير المسكن، بل بمدى قدرة المستفيد على الاعتماد على ذاته وتحقيق الاستقرار الدائم.
وأوضحت أن الجمعيّة تعمل على ربط مشاريع الإسكان ببرامج تدريبيّة وتأهيليّة تُنفذ بالتعاون مع شركاء تنمويين محليين، مع التركيز على بناء نموذج عملي يُسهم في تحفيز الأسر على الخروج من دائرة الاحتياج، وتحقيق استدامة سكنيّة واجتماعيّة فعليّة .
وأضافت أن جمعيّة ترميم أولت أهميّة كبيرة لتمكين الكفاءات النسائية، إذ أسندت إليهن أدوارًا رئيسيّة في تطوير المشروعات والمبادرات النوعيّه ، كما دعمت تمكينهن في مواقع اتخاذ القرار، ما انعكس إيجابًا على جودة الأداء وعمق الأثر في الميدان.
كما طرحت نموذج “مدينة محمد بن سلمان غير الربحيّة ” كأحد النماذج العالميّة الرائدة في ربط الابتكار الاجتماعي بالتنميّة العمرانيّة ، مؤكدة أنه يمثل رؤيّة متقدمة لتحفيز المجتمع على المساهمة، وإيجاد حلول شاملة تُسهم في بناء مدن مستدامة تتمحور حول الإنسان.
واختتمت ورقتها بالتأكيد على أن مستقبل الإسكان التنموي في المملكة يتطلب التحول من نماذج المعونة إلى نماذج التمكين، وتوسيع نطاق الابتكار الاجتماعي، وتعزيز الشراكات المؤسسية، بما يحقق جودة الحياة والاستقرار للأسر المستفيدة، انسجامًا مع مستهدفات رؤيّة المملكة 2030