
بدأت السعوديّة في نقل تجربتها الرائدة عالميًا في علاج التأتأة إلى الصين، وذلك في خطوة استراتيجيّة تعكس النجاحات الكبيرة التي حققتها مبادرة مجتمعيّة سعوديّة متخصصة في تمكين الأفراد الذين يعانون من التأتأة، وجاء هذا التوسع الدولي بعد نجاح المبادرة في تأهيل أكثر من 2000 شخص وتحويل 100 مدرب إلى سفراء للتغيير في مجتمعاتهم، مما يعزز مكانة المملكة كمركز رائد في المبادرات الإنسانيّة والمجتمعيّة المتوافقة مع رؤيّة 2030.
وتُعد هذه الشراكة الاستراتيجيّة مع جمهوريّة الصين الشعبيّة تتويجًا لجهود حثيثة بذلتها المبادرة خلال السنوات الماضية، حيث تمكنت من تنفيذ أكثر من 60 برنامجًا تدريبيًا وتأهيليًا داخل وخارج المملكة. هذا الإنجاز يعكس عمق التجربة السعوديّة وقدرتها على تحقيق أثر إيجابي ملموس على حياة المتأتئين.
وأكد الدكتور عبدالله بن أحمد كريشان، المؤسس والمشرف العام على هذه المبادرة المجتمعيّة التي أطلقتها مجموعة “سمارت السعوديّة ” ، أن الشراكة مع الجانب الصيني تمثل “نقلة نوعية تعكس الثقة الدولية في التجربة السعوديّة الفريدة في التمكين المجتمعي، وتفتح آفاقًا غير مسبوقة لتوسيع الأثر عالميًا”.
وكشف أن الشراكة تشمل جوانب رئيسيّة تضمن نقل الخبرات السعوديّة بشكل فعال إلى الصين، وأبرزها نقل نموذج المبادرة السعوديّة المتكامل في علاج التأتأة إلى الصين، وترجمة وتوطين المحتوى التدريبي والتأهيلي ليناسب الثقافة والاحتياجات المحليّة الصينيّة ، مع تنظيم برامج مشتركة في التأهيل والبحث العلمي لتعزيز التفاهم المشترك وتطوير أساليب العلاج، وإطلاق مبادرات تثقيفيّة مجتمعيّة داخل المدن الصينيّة لزيادة الوعي بالتأتأة ودعم المتأثرين بها.
حضر توقيع الشراكة من الجانب الصيني الشريك الاستراتيجي السيد(Yan Cao) الذي سيقوم بتمثيل العمق الإقليمي للمبادرة في جمهوريّة الصين الشعبيّة ، كما سيعمل كحلقة وصل رئيسيّة لدعم مشاريع التنميّة الاقتصاديّة في المملكة، في تجسيد لرؤيّة تكامليّة تجمع بين التنميّة المجتمعيّة والنمو الاقتصادي.
وشهد حفل التوقيع حضور شخصيات رسميّة مرموقة من دول الخليج العربي، إلى جانب عدد من القيادات التنفيذيّة من الجهات المعنيّة، في خطوة وصفت بأنها “نقلة استراتيجيّة نحو التوسع الدولي المسؤول” لهذه المبادرة السعوديّة التي تهدف إلى تمكين المتأتئين من تجاوز التحديات وتحقيق الاندماج الكامل في المجتمع وسوق العمل، عبر برامج متخصصة وشراكات دوليّة مستدامة.
يُذكر أن “مجتمع المتأتئ الذكي” هو أول مشروع مجتمعي متخصص في دعم المصابين بالتأتأة في المنطقة، ويعتمد على برامج تأهيلية وعلميّة مبتكرة، تهدف إلى تعزيز ثقة الأفراد بأنفسهم وتحقيق اندماجهم الكامل في المجتمع من خلال برامج متخصصة وشراكات دوليّة مستدامة