
استقبل فخامة الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم السبت، صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله آل سعود، وزير الخارجية في المملكة العربية السعودية، في قصر الشعب بالعاصمة دمشق، وذلك في إطار زيارة رسمية هي الأولى من نوعها منذ التغيير السياسي الذي شهدته البلاد نهاية العام الماضي.
وصل سموّ وزير الخارجية إلى دمشق على رأس وفد سعودي رفيع المستوى، في خطوة وُصفت بأنها تحمل أبعادًا استراتيجية لإعادة بناء العلاقات العربية مع سوريا الجديدة، وتعكس دعم المملكة للعملية الانتقالية التي تمر بها البلاد.
وخلال اللقاء، بحث الجانبان سبل تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات، وعلى رأسها الاقتصاد، وإعادة الإعمار، وبناء مؤسسات الدولة، إضافة إلى تنسيق الجهود الإقليمية لضمان استقرار سوريا والمنطقة. وأكد الرئيس أحمد الشرع أن “سوريا تمرّ بمرحلة دقيقة من تاريخها السياسي، وأن الانفتاح العربي اليوم هو خطوة في الاتجاه الصحيح”، مشددًا على أن “التكامل العربي ضروري لضمان مستقبل مستقر وعادل لكل السوريين”.
بدوره، أعرب الأمير فيصل بن فرحان عن تقدير المملكة لما وصفه بـ”صمود الشعب السوري”، وأكد أن “الرياض ملتزمة بدعم وحدة سوريا وسيادتها واستقرارها، ومساندة تطلعات شعبها في بناء دولة حديثة قائمة على المؤسسات والعدالة”.
وفي لقطات وصفتها وسائل الإعلام بـ”التاريخية”، أدى سمو وزير الخارجية السعودي صلاة تحية المسجد في الجامع الأموي، أحد أعرق المعالم الإسلامية في العالم، وسط حضور رسمي وشعبي، في مشهد رمزي يحمل دلالات واضحة على استعادة سوريا لمكانتها الروحية والثقافية في المحيط العربي.
وتستمر الزيارة لمدة يومين، يُتوقّع خلالها توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم في عدد من القطاعات، بما في ذلك الاستثمار والطاقة والتعليم والصحة، بما يُمهّد لمرحلة جديدة من التعاون بين البلدين، ويعزز دور سوريا في المنظومة العربية بعد سنوات من العزلة والتحديات.