شاعر – الحسين بن أحمد النجمي
عَامٌ يُودِّعُنا ونَحْنُ نُوَدِّعُهْ
…………..يَا رَبْ عِنْدَكَ عَامَنا نَسْتَوْدِعُهْ
عَامٌ تَصَرَّمَ وَانْقَضَتْ أَيْامُهُ
……………هُو لا يَعُوُدُ لَنَا وَلاَ نَسْتَرْجِعُهْ
عَامٌ بِأَحْدَاثٍ جِسَامٍ قَدْ أتَى
………………وَأَصَابَنَا مَالَمْ نَكُنْ نَتَوَقَعُهْ
وَمَضَى وَمَازَالَتْ طَوَارِقُهُ عَلَى
……….. كُلِ الدُنَا فِي كُلِّ قُطْرٍ تَقْرَعُهْ
وَجِرَاحُ أُمَتِنَا تَزَايَدَ نَزْفُهَا
……….. فِي كُلِّ صُقْعٍ بِالْمَرَارَةِ تَكْرَعُهْ
فَالْعُرْبُ بَيْتٌ صَامِدٌ مُتَمَاسِكٌ
………..أَضْحَى يُؤَرِقَنَا الغَدَاةَ تَصَدُعُهْ
يَبْنِي الْمُكاَفِحُ دَاَرَهُ بِجُهُودِهِ
………..وَعَلَيْهِ يَسْقُطُ بِالْقَذَائِفِ مَخْدَعُهْ
وَيَظَلُّ يَجْمَعُ لِلحَيَاةِ مَتَاعَهُ
…………….فَيَكُونُ نَار وَقُودِهِ مَا يَجْمَعُهْ
هَدْمٌ وَتَقْتِيِلٌ ألَمَّ بِأُمَتِي
……….قَدْ حَلَّ فِي الشَامِ الْعَزِيِزَةِ أَفْضَعُهْ
تَهْمِي بَرَامِيِلُ الدَمَارِ بِأَرْضِهَا
………والمَوَتُ فِي تِلْكَ المَرَابِعِ مَرْتَعُهْ
لِتُبِيدَ شَعْبَاً جَائِعَاً وَمُهَجَرَاً
………………وَبِكِلِ آلاتِ الدَمَارِ تُرَوِّعُهْ
يَلقَى بِهَا الطِفْلُ المُشَرَدُ حَتْفَهُ
…..والأُمُ مِنْ لَبَنِ المَنِيِّةِ تُرْضِعُهْ
تُلْقِي عَلَيْهِمْ قَاذِفَاتٌ بِالرَدَى
……وَدِمَاؤُهُ تَهْمِي وَتَهْمِي أَدْمُعُهْ
وَطَوَائِفُ الرَفْضِ البَغِيضِ تَكَالَبَتْ
…………..َوعَدَتْ عَلَى الشَامِ الجَرِيحَةِ أَفْرُعُهْ
إِيرَانُ تُرْسِلُ جُنْدَهَا وَعَتَادَهَا
………….وَجُنُودُ حِزْبِ اللآتْ ظُلْمَاً تَقْمَعُهْ
وَمُقَاتِلاَتُ الرُوسِ تُفْرِغُ حِقْدَهَا
….مَوْتٌ عَلى تِلْكَ الرُبُوعِ تُوَزِّعُهْ
جَاءَتْ تُؤَازُ ظَالِمَاً فِي ظُلْمِهِ
هَذَا مِنَ الظُلْمِ المُضَاعَفِ أَشْنُعُهْ
وَتُعِينُ قَاتِلَ شَعْبِهِ فِي جُرْمِهِ
…….مَنْ ظَنَّ أَنَّ الطَائِرَاتِ سَتُخْضِعُهْ
وَالقُدْسُ تَشْكُو الظُلْمَ مِنْ مُحْتَلِهَا
……..فِي كُلِ يَوْمٍ مَا نَرَاهُ وَنَسْمَعُهْ
إِنْ خَافَ عَالَمُنَا خُرَافَةَ بَأْسِهِمْ
..فَصَغِيرُ أَطْفَالِ الحِجَارَةِ أَشْجَعُهْ
فِي وَجْهِ جَيْشِ الغَدْرِ يَصْمُدُ أعْزَلاً
…وَيُرُّوعُ الجَنْدَ المُدَجِجِ مِقْلَعُهْ
وَالفُرْسُ مِنْ إِيرَانَ أَقْبَلَ شَرُهُمْ
….تَمْتَدُ لِلوَطَنِ المُقَدَّسِ أَذْرُعُهْ
إِيرَانُ إِنْ ظَفِرَتْ بِمَوْطِنِ سُنَّةٍ
……..تَعدْو عَلَى خَيْرَاتِهِ وَتُشَيِّعُهْ
فَعِرَاقُنَا قَدْ صَارَ تَحْتَ جَنَاحِهِمْ
…….وَبِأَرضِهِ السُنِّيّ طَالَ تَوَجُعُهْ
وَعَمِيلُهُمْ يَخْتَالُ فِي يَمَنِ التُقَى
..وَمَضَى يُنَفِذُ مَا يُخَطِطِ مَرْجِعُهْ
تَبَّتْ يَدُ الحُوثِّي خَائِنُ أُمَّةٍ
…إِيرَانُ فِي يَمَنِ العَقِيِدَةِ تَزْرَعُهْ
قَدْ صَالَ فِي يَمَنِ السَلَامِ مُكَابِرَاً
وَشَكَتْ مِنَ الصَلَفِ المُزَيَفِ أَرْبُعُهْ
وَمَضَى يُهَدِّدُ أَمْنَنَا وَبِلاَدَنَا
..يَحْدُوُهُ لِلوَطَنِ المُقَدَّسِ مَطْمَعُهْ
فَتَنَبَّهَ المَلِكُ المُظَّفَرُ لِلذي
..حَاكُوا فَلَيْسَ سُكُوتُ صِلِّ يَخْدَعُهْ
(سَلْمَانُ) قَادَ تَحَالُفَاً فِي حَزْمِهِ
….عَزْمٌ وَأَضْحَى كَلَ يَوْمٍ يَصْفَعُهْ
وَحَلِيفَهُ المَخْلُوعُ خَائِنُ جَارِهِ
.. مَنْ أَضْمَرَتْ حِقْدَاً دَفِينَاً أَضْلُعُهْ
مَنْ عَالَجَتْهُ يَدُ الكِرَامِ فَعَضَّهَا
..وَالخَائِنُ الرِعْدِيِدُ يَدْنُو مَصْرَعُهْ
وَبِعَوْنِ رَبِي سَوْفَ يَنْتَصِرُ الهُدَى
….فَالفَجْرُ آذَنَ بِالبَشَائِرِ مَطْلَعُهْ
وَبِإذْنِ رَبِي سَوْفَ تُطْوَى صَفْحَةٌ
…سَوْدَاءُ وَالسَهْمَ المُخَادِعِ نَنْزِعُهْ
وَيَعُودُ لِليَمَنِ العَزِيِزَةِ أمْنُها
….وِالبُنُ فِي كِلِ المَوَاقِعِ تَزْرَعٌهْ
وَ(دَوَاعِشُ) الفِكْرِ الخَبِيثِ خَوَارِجٌ
…….أَوْدَى بِبِعْضِ شَبَابِنَا مُسْتَنْقَعُهْ
مَنْ فِي بُيُوتِ الله فجَّرَ نَفْسَهُ
……….وَحِزَامُهُ يُودِي بِهِ وَيُقَطِّعُهْ
أَيُظُنُ مُنتَحِرٌ يُفَجِرُ نَفْسَهُ
……فِي بَيْتِ رَبِي أَنَ ذَلِكَ يَنْفَعُهْ؟
وَيُبِيد أَرْوَاحَ البَرِيَّة َرُكَعاً
…أَوْ سُجَدَاً.. مَنْ ذَا بِذَلِكَ يُقْنُعُهْ؟
ظَنُوا بِأَنَّ فِعَالَهُمْ سَتُخِيفُنَا
…أوْ أنَّ أَمْنْ بلِاَدَنَا سَتُزَعْزِعُهْ
خَسِأوا وَخَابَتْ فِي الظَلامِ دَسَائِسٌ
…..وَمُخَادِعُ الرَحْمَنِ رَبِي يَخْدَعُهْ
وَمُطَاول الشَرْعَ الحَكِيمَ بِرَأْسِهِ
….سَيْفُ الشَرِيعَةِ وَالعَدَالِةِ يَقْطَعُهُ
(سَلْمَانُ) سَيْفٌ الحَزْمِ والعَزْمِ الذِي
..قَدْ كَانَ مِنْ نُورِ الشَرِيعَةِ مَنْبَعُهْ
مَنْ يَرْفَعُ الدِينَ الحَنِيفَ بِأَرْضِهِ
….فَالله فِي كُلِ المَحَافِلِ يَرْفَعُهْ
يَا رَبِ فَاحْفْظْ أَمْنَنَا وَبِلاَدَنَا
…..هَذَا الدُعَاء إِلَيْكَ رَبِي نَرْفَعُهْ
يَارَبِ وَاجْعَلْ عَامَنَا الآتِي سَنَاً
….باِلنَصْرِ وَالتَمْكِينِ يُشْرِقُ مَطْلَعُهْ
يَارَبِ أَنْتَ مَلاذُنَا وَنَصِيرُنَا
……وَسِوَاكَ يَارَبَ البَرِيَّةِ نَخْلَعُهْ
أَنْتَ المُجِيبُ لِمَنْ دَعَاكَ إذَا دَعَى
.وَسَمَتْ إليكَ لَدَى التَشَهُدِإُصْبَعُهْ
**************