أحببتُ (ليلى)بقلبٍ طيبٍ شاري
وصُغْتُ فيها مواويلي وأشعاري
وذابَ لحني لزهوٍ من مفاتنها
يغوصُ بالبحر والمجدافُ أنهاري
جداولُ الماء في أحضانها رتعتْ
لأحتسي القطرَ ممزوجًا بأكداري
ألوذُ بالريح كيما أنتشي سَكَرًا
ليعْبُقَ المسكُ في أفياء أزهاري
عصائبُ الفل تسري من ظفائرها
فيوميء الليلُ نشوانًا بإخطاري
أقول ياليلُ :هل ناجيتَ من أحدٍ
غيري هنالك أم جاذبتَ سمَّاري ؟
تلعثمَ الليلُ. ويلّي ياصديقُ فما
نما إليَّ بأنَّ القلبَ في الدار
لم يستطيعوا بقاءً في منازلهم
فضوعُ( ليلى) سرى كالبلسم الجاري
وكلهم طامعٌ في قربها فأبتْ
إلاكَ إلْفًا وعشقًا ضمهُ الباري
لم تكتحلْ أو تزججْ حاجبًا أبدًا
ولا أناختْ مطاياها لمغوار
لأن ربي كساها بالجمال وما
يزيدُها الطيبُ إلا حُرْقةَ النار
تريدُ منك الرضا حبًّا ومرحمةً
ليهنأَ العيشُ -في جنبيك- ياجاري
الباب بالباب والآذان مصغيةٌ
إلى التناهيد من ويلات أسرار
هم أوصدوها لوأدِ الحبِّ من قِبٓلِي
فأوقدوا النار في قلبي وأسواري
سجانُها حارسٌ في سجنه جسد
وقلبها عند ( قيسٍ) نبضُهُ ضاري
لِمَ العذاب لمن باحا بحبهما؟
لا يجرفُ السيل إلا شفةَ الهاري
وقلبُ ( ليلى) غدا نقشًا برمته
بقلب (قيسٍ) فلا همسٌ لغدار