خذلت محطة معالجة صرف المطار كل التوقعات، وتحولت من «حلم المعالجة الثلاثية» إلى بؤرة تصدر الروائح الكريهة على مدار الساعة للقادمين والمغادرين من مطار جدة، وتقدم أسوأ عنوان لحضارة العروس ورقيها، وكان سكان جدة وزوارها قد ناشدوا مدير وحدة أعمال جدة بشركة المياه الوطنية بفتح ملف محطة معالجة المطار وما يسببه من إزعاج، سواء للسكان المجاورين أو الزائرين أو العابرين باتجاه طريق مطار الملك عبدالعزيز نتيجة انبعاث الروائح الكريهة من المحطة، والتي تزداد قوتها بنهاية كل أسبوع، فضلا من استمرارها على مدار الساعة.
وأكدوا أن مشروعات حيوية وهامة تنفذها الشركة في منطقة بجوار المطار الجديد، إلا أن السلبيات الناتجة عن المحطة عكرت صفو الفرحة بهذه المشروعات، وبل تسبب فيه مشكلات متعددة منها الصحية والبيئة وتشويه المنظر العام، بالرغم من الميزانيات الضخمة المرصودة له
وعزا مختصون الأمر في سببين فقط، أما خلل في التشغيل أو كيفيته أوعدم اكتراث من القائمين عليها بخطورة الآثار الناتجه عن التسرب وضروة التعامل الصحيح، بل والحل الجذري للمعضلة «المدينة» وقفت على المشروع، وسير العمل فيه كما رصدت الروائح المنبعثة من المحطة للمواقع المجاورة.
ذكر مصدر بالشركة المنفذة للمشروع أن مهمته مدتها عامان وتعتمد على الإنشاءات الأساسية والبنية التحتية كعمليات الحفر العميقة وتشييد الجسور وتم الالتزام بالموعد المحدد لها وفق العقد المبرم مع شركة المياه الوطنية، ومن ثم أوكلت لنا الشركة التشغيل التجريبي للأجهزة والمعدات لمدة 6 أشهر رغم عدم وجود في الاتفاق، ومع ذلك تم التنفيذ أما التشغيل الفني وماتم بعد ذلك فهي أمور لاعلاقة لنا بها.
كشف مهندس بشركة المياه الوطنية أن الأسباب الحقيقية للخلل القائم، والتي تم الرفع بها للإدارة السابقة لشركة المياه الوطنية، ولكن دون جدوى، حيث لم تتخذ أي إجراء أو تحرك ساكنًا. وأوضح أن نظام إزالة الروائح (Oder System) لايعمل بسبب تلف «الحساسات» وعدم توفير أو شراء المواد الكيميائية، كما أنه بحاجة إلى قطع غيار كثيرة جدًا والميزانيات والمشتريات تشوبها بعض المشكلات.
وبين أن المياه الداخلة للمحطة من الشبكة وإنفاق التصريف مابين 180 ألفا حتى 200 ألف متر مكعب يوميًا أضف إلى أن 80 ألفا إلى 100 ألف يوميًا من مصب الصهاريج وسعة المحطة 250 ألف متر مكعب يوميًا بمعدل 10614 مترا فالساعة وتتحمل ديناميكيًا وهيدوليكيًا حتي 15625 مترا في الساعة ولمدة ثلاث ساعات متواصلة وبعدها تبدأ تتأثر ويحصل طفوحات وفائض على المحطه وتتحول لخط البحر بمياه صرف صافية بدون أي معالجة، وبالرغم من أن إجراء ممنوع، ولكن هو الحل وإلا فالنتيجة غرق المحطة.