وصف معالي وزير العمل والشئون الاجتماعية سابقاً الدكتور علي بن إبراهيم النملة السياسة في بعض دول أروبا في العقود السابقة بأنها سياسية غير منضبطة ، بل كانت سياسية مؤلمة للحياة البشرية ، فذكريات مدينة برلين ( عاصمة ألمانيا ) في السبعينات والثمانيات الميلادية وهي تنقسم لقسمين عبر جدار عازل تبين أن الحياة مابين هذا الجدار حياة غريبة ، فالغرب تثمر فيه الأشجار ، وتطيب المأكولات والمشروبات ، والناس يعيشون في نعيم ، وفي الشرق لا تبرز إلا ملامح الفقر والجوع والمذلة .
وبين معالي الدكتور النملة وهو يتحدث في المنتدى العلمي والثقافي الذي يقام على هامش فعاليات المعرض السعودي الأول للسفر والسياحة والصيد ( رحلات 1 ) المقام بمدينة بريدة عبر ورقة ( رصيد من ذكريات السفر والرحلات ) أن السفر والارتحال قاداه لأن يكون صاحب فراسة ، كما يطورانهويكسبانه العديد من المهارات العلمية والثقافية والتعرف عن قرب على الثقافات بشتى أنواعها ، مؤكداً أنه من خلال أسفاره رحلاته العديدة كانت يعتز بهويته الوطنية ، ذاكراً أن البلدان الإسلامية تنظر للمواطن السعودي نظرة مختلفة ، فهم يرون أنه قدم من بلاد الحرمين ، فالإنسان السعودي وهو يتنقل في الأرجاء الإسلامية لا بد أن يهتم بهويته الإسلامية وبخلق دينه العظيم .
وكشف معالي الدكتور النملة أن أول رحلة سفر له حينما ابتعث لأمريكا ، حيث يذكر أنهم سافروا ليلة عيد الفطر المبارك مع 11 شخصا معه ، وكان يقول كنا نتناوب البكاء ، وكنا نتساءل ( أي حظ جعلنا نغادر في ليلة العيد ) ، فيما كانت أسوأ رحلة له وكانت عائلته ترافقه إلى التشيك ، حينما كانت تحت الحكم الشيوعي ، حيث وصفها برحلة مشاهد الذل والقهر ، مما جعلته يغادرها سريعاً .
ثم عرج معاليه لذكرياته فترة وزارته للعمل والشئون الاجتماعية ، معتبراً أنها مرحلة مميزة ، كونها أسفار لخدمة الوطن ، ولتعزيز دور المملكة في الأعمال الإنسانية والخيرية ، مما جعلها ذكريات اعتزاز وفخر ، مؤكداً أنه كان خلال أسفاره كمسئول ، كان يحط رحاله في 12 مطارا في أفريقيا خلال 5 أيام فقط .
واختتم معالي الدكتور علي بن إبراهيم النملة محطات رحلاته بذكرى انتقال أسرته من محافظة البكيرية إلى العاصمة الرياض ، حيث وصف بالرحلة الشاقة ، فقال : ركبت والدتي رحمها الله وركبنا معها في ( سلة ) السيارة ، وكان سائقها حمالا يحمل البضائع والناس إلى الرياض ، فمانت والدتي شديدة القلق علينا خشية أن نسقط نظرا لوعورة الطريق آنذاك .
ثم تناول الدكتور عبدالعزيز بن إبراهيم العمري أكاديمي ورجل أعمال ورقة الاستعداد الذاتي للسفر والسياحة ، حيث بدأ بالإطراء لما عرف عن أهل القصيم بأنهم أهل سفر وتنفل ، وأهل ترحال لاينقطع ، مستدلاً برجال العقيلات الذين اشتهروا بالتجارة وطلب الرزق ، كما أن القصيم اشتهرت بنخبة من المؤخرين مثل معالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي وغيره .
مشيراً إلى أن السفر يحتاج إلى استعدادات ذاتية ومعنوية وحسية ، لعل أهمها تحديد الهدف من السفر ، وتحديد الوجهة ، ثم مراعاة الأوقات التي ترتبط بالأجواء والفصول السنوية ، مع حاجة المسافر للتحكم بالتمويل مخططاً لتجنب مواسم المزدحمة ، غي حين أن المسافر يتوجب عليه اختيار المواقع الآمنة والتي تأتي من مصادر أمنية صحيحة .
وواصل الدكتور العمري حديثه عن الاستعدادات للسفر مبيناً أن على المسافر الاهتمام بجواز سفره والتأكد من المعلومات التي فيه ، و تجهيز التأشيرات ، والاهتمام بالبطاقات البنكية والتأكد من صلاحيتها ، وأيضاً متابعة الحاجات الشخصية ، والأخذ بعامل معرفة مواعيد السفر والشحن ومواقع المطارات ومواقع السكن وأسعارهما ، والاستفادة من المواقع الإلكترونية والتطبيقات ، وسؤال أهل الخبرة والتجارب ، معرفة المواقع التي يجب زيارتها مع مراعاة أن أي خلل في تلك النقاط قد يربك السفر وقد يلغيه ، وقد يحدث المصائب والمشاكل .
وكان مدير الجلسة الدكتور خالد بن عبدالعزيز الشريدة عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم قد افتتح الجلسة بالتعريف بها وبضيوفها ، مبيناً أن ثقافة السفر والرحلات سواء كانت خارج المملكة أو داخلها يجب أن تكون ثقافة تعليمية تبدأ بتعلم آيات الله في الأرض ، والتعلم من ثقافات المجتمعات ، والعمل على الاستفادة من العلوم ، مشدداً على أن المواطن السعودي مطالب بالمحافظة على هويته الإسلامية فهو محط أنظار العالم لتميزه بهويته الدينية والأماكن المقدسة