زفرات الشوق باتت لهبا
في فؤاد قد تصابى و صبا
كلما يشكو لظاها سُعّرت
و على جمر صدود قُلّبا
ليت أعرافك تدنو و أرى
جنة ما عدت أقوى التعبا
يا نعيم لست أنسى سعده
و سويعات و ليل عَذُبا
يهمس الحب مع لحن اللقا
و ترانيم تفك الحجبا
و حكى القلبان منا قصة
و تراقصنا سرورا كالظبا
و تمايلنا كغصني بانةٍ
و توسدنا و نلنا أربا
ستر الليل غراماً حالماً
و سألناه دواما فأبى
بل وأغرى بي زمانا عابسا
كلما أُعطيت شيئا نهبا
عدله جور و خلف وعده
و إذا ما رمت شيئا سلبا
لن أنافس دهرا قد لوى
إِنْ لنا هجر بلوحٍ كتبا
كانت الايام تجري نحونا
كيف بات الحب منك الوصبا
كأسك العذب ملىء بيدي
كدت أن رشفَ لكن سُكبا
يا جراحا كلما طبت لنا
جاءت الآلام أما و أبا
و تجرعت مرارات و نوى
ذهب الحِب و بعضي ذهبا
شوقنا باقٍ وان طال المدى
لو جواد الشوق منكم قد كبا
كل قلب ادرك الرشد و لم
ينته يوما سيلقى نصبا
لذة العاشق فيما اختاره
خاب فيها من أساء الطلبا
بين مدٍ منك أو جزر أنا
أي حال تستحق العجبا
فإذا ناح حمام بربى
ينشد الوادى و يشدو الكثبا
فاذكريني نغمة أنشدتِها
كان لي فيها هواك السببا