جمال بنت عبدالله السعدي
لطالما كانت البدايات جميلة وذات وقع على النفس ، يمكث حيا في الذاكرة مهما مرت الأيام .
و هذه الأيام نعيش بداية عام دراسي جديد، وعام هجري جديد ، كل منهما يحمل لنا باقة من الآمال والطموحات.. تشحذ الهمم وتقوي العزم وتمنح الأمل بغد أجمل .
عام دراسي جديد.. خطوة للأمام.. درجة في سبيل الوصول الى مراتب أعلى على سلم الحياة ، نتحصل بها على مزيد علم ، وجديد معرفة، ترتقي بها أنفسنا ، لتزهو بها بلادنا و تسمو بها أمتنا .
أمة دينها وديدنها محاربة الجهل والضلال ودعوتها متواصلة للعلم والعمل ، طريقها التدبر و التأمل والتفكر في مخلوقات الله وما سخره لنا لخدمة البشرية جمعاء .- عن رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: ( .. مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ ..)
وطالب العلم هو في سبيل الله حتى يرجع .
ونحن في بداية عام هجري جديد العام ١٤٤٠هـ، طاقة ينبثق منها نور الحق تجدد العهد ، وتضيء أرواحنا بهجة بتاريخ مجيد يذكرنا بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين آمنوا به ونصروه وناصروه ، وحملوا رسالته ونشروها في الآفاق ، لتشرق الأرض بنور ربها فتقيم الحق وتنشر العدل والسماحة والانسانية . ديننا دين الإنسانية الصالح لكل زمان ومكان إن طبق بالعدل وأقيم وفق مباديء الوسطية دون تطرف او جمود فكر .
أن تتوافق هاتان البدايتان في هذا العام لعل فيه العبرة والعظة لأبناء أمة الإسلام ، حيث أننا أصحاب رسالة ، وهذه الرسالة لن تتحقق إلا بعزيمة أبنائها وبناتها المبنية على واسع علم ، وعظيم إيمان ، متعايشة مع الواقع دون التنكر للجذور ، متطلعة للمستقبل دون التخلي عن الهوية .. تنهل من نبع صاف وتصب في بحر غير متناه .
أطيب الأماني لطلابنا وطالباتنا بالتوفيق والفلاح بنيل العلم النافع لخدمة الوطن الغالي ورفعته.
وأصدق الدعوات لأمتنا الإسلامية بعام خير ويمن وبركة .
ومضة :
اللهم علمني ما ينفعني وانفعني بما علمتني وزدني علما .