أميرة السنطاوي
في ظل هذه الأيام الصعبة التي يحتلها بالمركز بالأول القلق والخوف من انتشار فيروس كورونا والحجر المنزلي وحظر التجوال بالعالم بأكمله , فقد الكثير إتباع الأنظمة الغذائية وممارسة الرياضة ؛ واتجهوا إلى تناول الطعام بكميات أكبر واللجوء إلى تناول المسليات بأنواعها , مما نتج عنهم زيادة الوزن وأحياناً تصل إلى حد البدانة .
يغفل الكثير منا عواقب زيادة الوزن والبدانة , مما نتج عن عادات واتجاهات خاطئة دون التفكير في العواقب , وهذا ما دفع بعض دول العالم المتقدم إلى تعريف مجتمعات الوطن العربي بأنها مجتمعات مُحبة للطعام .
كما يجب معرفة الفرق بين زيادة الوزن وبين البدانة فليست أي زيادة تندرج تحت البدانة ؛ فالبدانة هي زيادة وزن الجسم بمقدار 30% أو أكثر عن الوزن المثالي وهي تنتج عن تراكم الدهون المفرطة في جسم الإنسان .
و وفق تقارير منظمة الصحة العالمية ؛ ففي عام 2005م أعلنت عن قائمة إحصائيات البدانة لدى الإناث في الوطن العربي , وتصدرت المملكة العربية السعودية القائمة بنسبة 35.6% , وتليها الأمارات العربية المتحدة بنسبة 33% , وأكدت بارتفاع النسبة أيضاً بمصر وعمان . وفي عام 2010م بالرغم من أن المملكة العربية السعودية اتحلت المرتبة الثالثة إلا أن هناك ارتفاع بنسبة انتشار البدانة حيث بلغت نسبة الإناث 36.4% والذكور 23% , وبلغت مصر 48% للإناث و الذكور 22% .
لا يقتصر تأثير البدانة على الإصابة بالأمراض النفسية كالقلق والاكتئاب فقط , بل أنها من الأمراض التي تهدد الحياة ؛ فهي مصدر لكثير من الأمراض الصحية كبعض أنواع السرطانات , وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول , والسكر من النوع الثاني , وغيرهم الكثير , فهي مصدراً أكثر من 50 مرض , ووفق منظمة الصحة العالمية فإن البدانة هي أولى أسباب الوفاة لدى مرضى القلب والسكتة القلبية , كما أنها أيضاً تؤثر على الحياة الزوجية وتقدير الذات .
وتعود البدانة إلى عدة أسباب :
- أسباب نفسية : والتي يمكن أن تنتج عن المشاعر الإيجابية والسلبية أيضاً .
- أسباب بيئية واجتماعية وبيولوجية : والتي يمكن أن تنتج عن الخمول وقلة الحركة والمشي وعدم ممارسة الرياضة وفوضى التغذية والإسراف في تناول الوجبات الدسمة .
- اضطرابات هرمونية : ومنها الغدة النخامية , الغدة الكظرية , غدة البنكرياس , والغدة الدرقية التي لا تتعدى نسبتها 2% من مرضى البدانة .
- العوامل الوراثية : والتي تكمن وراء الجينيات الوراثية .
- أسباب فيزيولوجية : والتي يمكن أن ترجع إلى وجود خلل في المخ تحت تأثير الضغط , و وجود اضطراب في الهيبوثلاموس .
- تناول بعض الأدوية : مثل الكورتيزون ومشتقاته , وبعض مضات الالتهاب , والأدوية المضادة للحساسية , ومضادات الاكتئاب .
ففي ظل هذه الظروف التي يصعب فيها اللجوء إلى الجراحة للتخلص من الوزن الزائد وعدم إتاحة النوادي والمراكز الرياضية , يجب أن نأخذ بعين الاعتبار الأنظمة الغذائية التي نتناولها وأن نحافظ على ممارسة بعض التمارين الرياضية الممكنة بالمنزل , والابتعاد عن تناول المسليات بدون حذر , بالإضافة إلى تحديد مواعيد تناول الطعام فهي من أهم النقاط التي يجب اتباعها .