قالَ النَّبيُّ ﷺ : "يا أبا بَكرٍ ، إنَّ لِكلِّ قومٍ عيدًا وَهذا عيدنا هكذا قرر النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكرٍ تقريرًا مستديمًا إلى يومنا الحاضر، ومادام النبيُّ هو من قررَ إذًا فصفائيةُ كُلِّ مستقبلٍ للعيد ، من عهده صلى الله عليه وسلم ، تكون في نفوسنا حتى في يوم العيد، هذا الذي أهلَّ علينا ونحن محجورون في بيوتنا بسبب جائحة ووباءِ الكورونا . فما هي المفارقة ؟ أ هي كبيرة هي مختلفة بالنسبة لفارق الزمن ، زمننا وعهدنا بالنسبة لعهد وزمن النبوة.
الواقع أنه ليست هناك مفارقة كبيرة . فقد مضت كل أعوام الحياة التي شهدتها منذ طفولتي وحتى يوم عيدنا هذا ونحن نؤدي هذه الشعيرة بكل ما تستحقه من أداء واستقبال ملبسًا وحسنَ هندامٍ وشياكةٍ وروائح طيبة تعبر عن واقع الفرحة بالعيد اللهم أن الفارق أننا لم نذهب اليوم الأول من شوال لعام
1441هـ كعادتنا سنويا لأداء صلاة العيد في المسجد الكبير المخصص لأداء هذه الشعيرة والسبب أمرٌ وقدرٌ لا مناصَ منه واقعٌ على الجميع بلا شك، بيد أنه لا يمنع ذلك أن نعيش العيد هذا العام متباعدين أجسادًا ومتلاقين قلوبًا وأرواحًا . وإذا كانت نكهةُ العيد المعروفة والممجدة منذ السنوات الماضية يكون بروزها وحضورها في اللقاء الاجتماعي العائلي والقبلي حتى والجلوس على مائدة كبيرة واحدة .؛ فَلْنُغَيَّرْ إذًا هذا العامَ ذلك الاعتياد الاجتماعي الرتيب وتلك الطقوس الفرائحية السنوية ولنجعل مائدتنا وعيديتنا اليوم على قدر المكان أو البيت الذي لا نستطيع أَنْ نغادره اليوم كما كنا نفعل ذلك في الأعوام الماضية التي لم تعرف متل هذا الوباء العالمي الذي شهده هذا العام بالذات.
صدقوني أخواني وأخواتي الأعزاء، أنني أكتب ، في عيد هذا اليوم الراضخ لفايروس الكورونا العالمي الذي شل حركة تريليونات من البشر والمؤسسات والدول والمال والأعمال.
أكتبُ بعدَ أَنْ أَدَّيْتُ شعائر أول أيام عيد الفطر بدءًا بلبس الجديد للعيد ثم الصلاة بالبيت أنا وأفراد عائلتي واتبعت جميع صفات شعائر العيد من لباس وعكس الطريق ومعايدة الأهل من وزوجة وعيال، أمَّا بقيةُ الأهل والأصدقاء الذين حال بيننا وبين اللقاء بهم ومعانقتهم وتبادل الأحاديث والابتسامات والأفراح معهم هذا الوباء العظيم فايروس الكورونا فنستطيع أن نؤدي كل تلك المعايدات عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي ؛ وما أكثرها وأسهلها في هذا العصر الفضائي عصر الرقامة والتطور التقني والبعد الرقمي، إذًا أصلُ في نهاية مقالي لأجيب عن أسئلتي التي طرحتها في أولىٰ فقراتِ هذا المقال لأقول، أن عيدَنا هذا اليوم المصاحب لوباء فيروس كورونا له المذاقُ نفسُه كما كان في الأعيادِ الماضيةِ قبل كورونا وعيشوا العيدَ كما عشته اليومَ بكل استعدادات وصفات العيد التي ذكرتها وستجدونها أن مذاق العيد لم يتغير .
وفي النهاية أتقدم إلى وطني ممثلًا في حكومته الرفيعة وأرفع أسمى وأعلى التهاني المجيدة لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الحكيم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله، وإلى أمير منطقة جازان وسمو نائبه حفظهما الله.
وأقول لهم وللشعب السعودي العظيم، عيدكم سعيد وعمركم مديد ويحقق من آمالكم ما لا زيادة عليه لمستزيد وكلُّ عام وأنتم بخير وصحة وسلامةٍ.
ودمتم سالمين