أن مهمة تنشئة الأحفاد سيعزز العلاقات بين أفراد العائلة الواحدة ويقويها.
في بادئ الأمر، يساعد الأجداد الوالدين في تربية الأطفال، وقد وجدت الدراسات أن الأحفاد الذين يتمتعون بقرب أجدادهم المكاني والوجداني يشعرون بسعادة أكبر والبعد بأن يصابوا بالاكتئاب في حياتهم المستقبلية بإذن الله.
والجدة المثقفة العطوف المُدرِكة لدورها الحقيقي في الحياة هي تلك التي تزيد مِن تماسك العائلة وتقارب أفرادها بالرحمة والشفقة، وحسن التصرف مع الأبناء والأحفاد، بدون إهمال كامل بل تُوازن بين توجيه و إنكار وغض النظر عن بعضها، ولااتُنسى تلك الجدة مرور السنين لها وحبها لأحفادها فتحضنهم بين ذراعيها، وترى فيهم استمراريتها، وتُجدد من خلالهم أمومتها مرة تلو المرة نعم لقد لآمسته بعيني في داري وعندما شاهدت زوجتي الجدة برغم صغر سنها ولكن الأحفاد يكبروننا عُمرياً وحولها أحفادها وتراجع معهم دروسهم يومياً تذكرت، "ما أعزّ من الولد إلا ولد الولد" جملة تقنع الجدات كثيراً، فيعشنها بفرح، ولا شيئ أجمل من الفرح. وعندما تنتقل المرأة من كونها أُمّاً لتصبح جدّة، تكون أمام فرصة جديدة لأن تعيش أمومتها الحقيقية، وكأنها بالتحديد أم مع مرتبة الشرف بخبرتها. هذه المرتبة، تخدمها في الارتباط الكلي مع أولاد فلذات كبدها، بعاطفة أكبر وأقوى ومسؤولية، فإنّ الجدة، تلك الأُم الكبيرة، تخبئ الكثير من خبراتها وتجاربها الحياتية، لعلّ الغالين على قلبها، يأخذون الخبرة من الأمس، ويسلكون مستقبلهم بنجاح. وبإختصار، ثمّ إحساس جديد تشعر به المرأة عند انتقالها من مرحلة الأمومة الأولى إلى مرحلة الأمومة الثانية. إذاً إن وجود الجد والجدة في البيت درس عملي للبر والإحسان، فالأحفاد يرون بشكل مباشر ماذا يصنع الآباء بوالديهم، يسجلون المواقف في ذاكرتهم، ويحللونها، ويوازنون بين أقوال الوالدين ـ في البِرِّ ـ وأفعالهم، وكما تدين تدان، والحكايات التي تروى في هذا الشأن كثيرة، تعيد المواقف نفسها، أو أصحابها يعيدونها. وكل هذه الأمور لاتمنع الجدود من الاستمتاع بأحفادهم فالجد من السهل أن يرضى عن حفيده أكثر من إبنه. وعلاقة الجدود مع الأحفاد تعود بالمزايا على كل الطرفين لأنها تندرج تحت إطار العلاقات الأسرية التي وجودها ضرورة لكي تتوافر العوامل الصحيةوالنفسية للنشئ الصغير فكلما كان هناك دفئ في العلاقات والتي يمثلها وجود الجدود فسوف تتشكل نفسية الطفل بطريقة إيجابية وسليمة، لذلك للجَد والجدة مكانة خاصة في حياة الأبناء, فهما الملاذ والملجأ الحاني إذا ما قسا عليهم الآباء, ولكن قد يكون تدخل الجد والجدة في تربية الطفل مصدراً لإزعاج الوالدين نظراً لتدليلهما الزائد للحفيد, ورغبتهما الدائمة في التجاوز عن أخطائه.
ونحن كأجداد بالطبع يمكننا مساعدتهم بقدر امكانياتهم وإعطاء الحب والدعم للأحفاد، ولكن ليعرف الجميع دائما المسؤولية تقع على الوالدين. يفضل أيضا عدم معارضة قرارات أو اراء الوالدين بشأن تربية الأطفال، ففي النهاية، هم أطفالهم.
وأخيراً أهمية وجود الجدة في كلِّ بيت يعيد التوازن في الأسرة. وفي رأيي الشخصي، أنّ الأولاد الذين يُربون في كنف جدة وجد محظوظون بالتأكيد، لأنّ الجدة، وبفضل خبرتها الطويلة في الحياة، تربي أحفادها وآباءهم في الوقت نفسه. أي أنّ الأولاد يحصلون على تربية جيِّدة ومثالية بتوفيق من الله ثم راحتهم النفسية
*همسة*
بيت الجد والجدة يكفي أنه فندق للزعلان، مطعم للجوعان، مكان ملاذ للزهقان محكمة قضائية لحل المشاكل الأسرية والسرية، مكان للإجتماعات العاطفية والعائلية، ولذلك أصبح
بيت الجدود مصدرُ الطمأنينة النفسية، والعاطفة الإيمانية، والروح الاجتماعية، والخبرة الإنسانية، والمعلومة الصادقة، والرحمة والحنان والإطمئنان.
مهما اللّيالي تدور حبّك يا جدتي في الصّدور
إنتِ يا بدر البدور لك كلّ حُبّ وشُعور
monshiaa@gmail.com
التعليقات 4
4 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
ام مريم
15/12/2020 في 8:00 م[3] رابط التعليق
لقد لآمسته بعيني في داري وعندما شاهدت زوجتي الجدة برغم صغر سنها ولكن الأحفاد يكبروننا عُمرياً
الله يحفظها ويزيدكم سعادة ومودة ولا يفرقكم ولايغير عليكم
وجزاك الله خير على المقال الجميل
مكيه الطاوي
15/12/2020 في 8:07 م[3] رابط التعليق
انا اشهد عسى عمر الجدات طويل
الله لايحرمنا بركتهم ودعواتهم ونورهم في البيت
سلمت يمينك كاتبنا الكريم
ابو احمد
16/12/2020 في 11:03 ص[3] رابط التعليق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كاتبنا القدير إختياراتك لمواضيعك ابداع في ابداع بصراحة مقال يحفظ ويبقى مرجع للأجيال بإذن الله خاصة مع بعض التفكك الأسري. فدمت ياكاتبنا بخير وصحة.
أبو مازن
16/12/2020 في 1:30 م[3] رابط التعليق
الكاتب عبدالرحمن مقال اكثر من رائع في وقت لحاجة الأحفاد للتهيئة النفسية والتأقلم على تواصل الحياة الاسرية وكم يسمتعون بالاجداد عند جلوسهم وسطهم في أجواء اسرية اريحية يتمتع بها الجميع فإلي الامام يااستاذنا وبارك الله في قلمك المتنوع وهذه ميزة تختص بها من وجهة نظري.