أباح المولى عز وجل الطلاق رغم أنه غير محبب ومكروه , وكذلك وضع الإسلام شروط له , ورغم كل هذا يأتي المجتمع بنظرة مختلفة للمرأة المطلقة وكأنها فعلت شيء شنيع وبشع أو أنها تمسكت بحق يعيبها ويضعفها .
من هي المرأة المطلقة ؟
هي الأم , هي الأخت , هي الابنة , هي الصديقة , هي الحبيبة , هي الزوجة , هي من حملتك في بطنها تسعة أشهر وتحملت ضعفها من أجلك , هي من شاركتك الحياة وتقاسمت معك كل المتاعب .
رغم كل هذا إلا أن المجتمع الشرقي ينظر دائماً للمرأة المطلقة بأنها هي المخطئة دون الرجوع إلى أسباب الطلاق , ودون النظر إلى من المخطئ , وأنه شيء مقدر من عند الله وخير للطرفين لأن المولى سبحانه ةتعالى لا يفعل سوا الخير دائماً للناس أجمعين .
رغم كل التطورات والمستجدات والمناصب التي تشغلها المرأة , ورغم الانجازات المحققة إلا أن المجتمع العربي يعيب في المرأة المطلقة دون وجه حق لمجرد أنها حصلت على لقب مطلقة .
لماذا اتخذ المجتمع العربي سوء الظن صورة له بالنسبة لموقف المرأة المطلقة على الرغم بأن الإسلام حثنا على حسن الظن وليس السوء ؟ لماذا يتخذ ما يحلو له ويترك ما لا يأتي على خاطره ؟
لماذا لا نفكر كيف كانت حياة هذه المرأة لكي تصل إلى مرحلة الطلاق ؟ لماذا لا ننظر إلى كم التنازلات التي تُقدم ؟ لماذا نجبرنها على الاستمرار في حياة خاطئة سواء كان بسبب سوء الاختيار أو غيره ؛ ففي كل الأحوال هو نصيب ومقدر من عند الله سبحانه وتعالى ؟
فهناك الكثير من النساء تتنازل عن كل حقوقها في سبيل أن تنال حريتها وتكمل حياتها دون تعب نفسي لها .
لا نقصد بأن دائماً الرجال هم المخطئين ولا أن النساء ملائكة على الأرض , فكل منا له عيوبه وأخطائه رجال ونساء ؛ لسنا معصومين من الخطأ ولا أحد منا ملاك .
ولكن يجب علينا أن نحسن الظن دائماً كما أمرنا الإسلام وأن نحترم ما حلله المولى عز وجل ولا نستثني منه أحد , فالإسلام كرم المرأة , وأظهر مكانتها وقيمتها . فلماذا نحن البشر نقلل من شأنها كونها مطلقة ؟
ولنتفهم جميعاً أن المرأة المطلقة لا يعيبها سوا عدم أخلاقها وعدم اتباعها لدينها , فهي أمرأة كغيرها كالآنسة والمتزوجة لا ينقصها شيء , بل هي أمرأة لجأت لشيء حلله الله سبحانه وتعالى لها كي تكمل حياتها في سلام نفسي واطمئنان وحياة كريمة ترضي الله . ولا يحق لأي شخص مهما كان أن يقلل من قدرها وقيمتها .