غاليه نعمة الله
سد النكبه
اجتمعت الحكومة الإثيوبية منذ قرابة أسبوعين فى موقع سد النهضة بُعيد هزيمة قوات التيجراي مباشرة .
حمل الإجتماع رسالة موجهة للداخل الإثيوبي تضمنت تأكيد استكمال ملئ وتشغيل السد وفقا لما هو مقرر من قبل، وبالتالي اكتساب ثقة الرأي العام الإثيوبي والرد على دعاوي معارضي أبي أحمد بأن محاربة المتمردين لم تؤثر على خطط الحكومة فى بناء السد والدولة الجديده.
ولعل هذا ما دفعنا فى حينه إلى عدم التوقف كثيرا أمام هذا الاجتماع باعتباره خطابا إعلاميا داخليا غير موجه لنا بالأساس .
بالأمس أصدر رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد بيانا أكد فيه أن سد النهضة يمثل إطارا ونموذجا للتنمية والتعاون مع الدول المجاوره . وأنه جزء أساسي من خطط التنمية وتطوير البني التحتية والإقتصاد الإثيوبي.
وأن ذلك يتطلب مصادر طاقة ضخمة متوفره فى أثيوبيا وهى المياه التى يمثل تخزينها فى موقع سد النهضة حفاظا عليها وحماية لها من التبخر في ممرات وروافد النيل .
بيان لم يأت ِ كثيرا بجديد ولكني أراه إيجابيا في مجمله رغم تحفظي على كثير مما ورد به .
فهو يمثل أول رسالة لمصر والسودان بعد توقف أو انتهاء الحرب الأهلية فى أثيوبيا ولو مرحليا.
كما يمكن اعتباره تجاوبا إثيوبيا مع اتصالات وربما ضغوط أمريكية وغيرها تستهدف تهدئة الأوضاع في منطقتي القرن والشرق الإفريقي .
وتبقي العبرة فى النهاية بالأفعال وليس الأقوال خاصة وأن غبار الحرب الأهلية فى إثيوبيا لم يهدأ بعد ، وأن كثيرا من وعود وكلمات أبيي أحمد لا يمكن الوثوق بها .
كما أن الأوضاع الداخلية في السودان الشقيق غير مهيأة بعد لتحركات حقيقية فيما يتعلق بتطورات سد النهضة .
وأعتقد أن مرحلة ما بعد ثورة التيجراي والأوضاع الحالية فى السودان ستأتي بلغة ومنطق وتوازنات قوي تختلف كثيرا عما سبقها من مراحل . وستنعكس تداعياتها بشكل مباشر على ملف سد النهضة وقضايا المياه التى تتطلب النفس الطويل والمرونه فى التجاوب مع تطوراتها .
إنها معركة مصير .؟!