خالد شوكاني
أرسل إليّ البعض من الشباب المقبلين على الزواج من تذمرهم وستيائهم من غلاء المهور ومن العادات والتقاليد التي تتخللها مراسيم الزواج والتي أرهقت كاهل الشباب وأصبحت من أهم الأسباب التي أدت إلى عزوف الكثير من شبابنا المقبلين على الزواج في سن مبكر، حيث أن الكثير من الأسر ينظرون إلى المرأة على أنها مصدر تجارة للأسف الشديد، بل أن البعض من الأسر أصبحت نظرتهم إلى الفتاة التي تتزوّج بالمهر القليل على أنّها فتاة بسيطة وأهلها بسطاء.
فأصبحت الكثير من الأسر تغرّيهم المظاهر، فالمهر الغالي أصبح عادة لدى الكثير منهم وأصبح في مخيل الكثير منهم أنّ العريس الموظف من قائمة الأغنياء، وأنّ الزّواج رابح، وكأنّ المسألة تجارة عندهم ولايعرفون أن هذا العريس المقبل على الزواج راتبه أصبح في كماشة البنوك والدائنين، وكل ذلك بسبب غلاء المهور وهذه العادات والتقاليد في مراسم الزواج التي ما أنزل الله بها من سلطان.
وهنا نقول لهذه الأسر هل أصبح الزواج لديكم زواج أم تجارة؟ وأصبحت النظرة المادية هي السائدة والطاغية عندكم ؟ مع أنكم تعرفون أن كل هذه الأمور مخالفة للتعاليم الإسلامية التي حث عليها هذا الدين عندما جعل الدين والخلق والتيسير في المهور من الأمور الأساسية في التزويج وجعلها من أسس البركة وسعادة الزوجين وبناء مستقبل جميل وحياة سعيدة لهما بإذن الله.
لقد أصبحت قضية غلاء المهور والعادات والتقاليد من الأشياء التى ترهق الشباب المقبلين على الزواج في ظل الظروف الصعبة
وجعلت الكثير من الشباب يعزفون عن الزواج في وقت وسن مبكر، والبعض منهم يترك الزواج من بني جلدته وبلده ويذهب للزواج من خارج بلده لما يراه ويلاحظه من عادات وتقاليد أصبحت هي السائدة والمسيطرة والطاغية وهذا شيء محزن والله
وعندما نتتبع قضية غلاء المهور وعادات الزواج في المجتمعات وخاصة المجتمع "الجيزاني" وعن العادات التي تتخلل مراسم الزواج فوق غلاء المهور لوجدنا مايشيب له الرأس، ولايصدقها عاقل في مراسم الزواج من أول ليلة إلى آخر ليلة ومايتخلل مراسم الزواج والتي تكون مرهقة على العريس إلا لم يكن ارهاقها على الطرفين من أهل العروسين من ليلة العقد وليلة الحناء، وليلة الكوشة في البيت عند أهل العروسة، وليلة القصر وليلة ختامية تسمى ليلة المزرعة.
وحين نظر إلى ماتم ذكره من أحداث وليالي في مراسم الزواج وما تم ذكرها سابقًا وماينفق فيها من مبالغ طائلة ماانزل الله بها من سلطان، ومخالفة لتعاليم ديننا الحنيف، كما جاء في الحديث الذي خرجه الإمام الترمذي في العلل الكبير (ص154) والسنن، وغيرهم من ائمة الحديث، إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. وعلى الرغم من غلاء المهور فربما تنشب الخلافات وقد لا يستمر الزواج قد يكون لأحد الزوجين طرف فيها.
ومانسمع به ومانشاهده في وقتنا الحاضر من القضايا الأسرية التي تعج بها المحاكم من قضايا الطلاق والفسخ والخلع مما تجعل القلب يحزن ويتألم وذلك لسوء الجهل الذي أصبح مسيطر على عقول أكثر النساء نسأل الله لهم الهداية.
وختاماً أقول لجميع الأسر وأنا في مقدمتكم، ولجميع مشايخ قبائل منطقة جازان لنرحم الشباب المقبلين على الزواج من غلاء هذه المهور والعادات والتقاليد والتفاخر والتي أصبحت عائقة لهؤلاء الشباب وبهذا حققنا تحفيز الشباب الذين أصبحوا منهكين بهذه (الديون) بسبب غلاء هذه المهور المبالغ فيها، ونطبق قول المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة، وحذاري من تحويل بناتنا إلى دجاجات تبيض نقودا كما جاء في الأمثال الدجاجة التي تبيض ذهباً والذي سوف أذكر قصة هذا المثل في مقال قادم بمشيئة الله تعالى.
ودمتم سالمين.
التعليقات 1
1 ping
محمد الجوهري
13/02/2022 في 7:29 م[3] رابط التعليق
حقيقة غلاء المهور مؤلم وله نتائج مؤلمة
وفي نفس الوقت والمقابل
يا أبا رشيد الشباب ليس بالشباب المعهود فالمرأة السهلة يمتطيها كمتعة ولذلك اسبوع إلى شهرين الا وهم في المحاكم اما خلع او طلاق
وهذا ملاحظ وبقوة
نريد مراجعة قانونية في إرجاع المهور للزوج
لان ما يستدل به في وقتنا الحضر من احاديث نبوية للذي لم تبدي السبب فمعضم القضاء يجير على الزوجة
فالعريس الذي يتنكل تنكيلا يصبح محافظ ويراعي النعمة
شباب اعتاد على هواه دون مراعاة الآخرين