عبدالرحمن منشي
مهنة المحاماة، مهنة إنسانية سامية تراعي مصالح الجميع ، يسخر فيها المحامي كافة الجهود للنجاح والتميز لتحقيق العدل وضمان عودة الحق لأصحابه.
فأقول ومن وجهة نظري عمل المحاماة يشابه مصطلح طبيب العائلة وهو المعالج الذي يكون قريباً من العائلة ويُدرك تاريخها المرضي ويكون لصيقاً بأفرادها، لذلك أقول التشابه بين دور (الطبيب والمحامي) فكلاهما مستودع الأسرار وطريق للعلاج ومعالجة المرض بإذن الله تعالى.
ولله الحمد، حالياً المحاميات السعوديات، يمثلن نقلة نوعية في عملية التقاضي ويسهل إجراءات الترافع لمراجعات المحاكم الشرعية وديوان المظالم، وإن ترافع المحاميات في القضايا النسائية من شأنه أن يحفظ حقوق النساء، وأنه يلامس إحتياجاً اجتماعيا كبيراً للمرأة السعودية في متابعة قضاياهن بالمحاكم الشرعية ويسهم في إنصافهن بإذن الله.
ولذلك أعتقد أن المجتمع مُتفهِّم لدور المحامية، خاصة أن ألسماح لها صادر من وزارة العدل، والمجتمع بحاجة لها، والدليل على ذلك عدد العملاء المسجلين لدى المحاميات، وكذلك عدد الوكالات الممنوحة لهن.
وهنا أُشير إلى نقطة هامة أن البعض يعتقد عدم تقبُّل القضاة للمحامية كونها سيّدة، وهذا على العكس تمامًا، القضاة يتعاملون مع المحامية على أنها شخص يؤدي مهمتها المهنية التي أُوكل بها، إذًا هذا ليس عائقًا أمام المحاميات السعوديات، وخاصة إنهن على وعى كافٍ بإحترام وهيبة المكان الذي يترافعن فيه، والعبرة في النهاية بقوة الحجة ألمقدمة والمستندات وأسلوب المرافعة أمام ألقاضي.
المحامية تعلم جيدًا دورها في خدمة العمل العدلي، فالمحامون والمحاميات شركاء في تحقيق العدالة، ويقع على عاتقهم مسؤولية كبرى، بالإضافة إلى وجوب إحترام إجراءات ألتقاضي، والعمل وفق الأنظمة المعمول بها في المملكة.
المحاميات يعملن في مجال القانون، وهي مهنة مثلها مثل الطبيبة والمهندسة والمعلمة، فكلن يعرفن وأجبتهن.
وهنا تنبيه: فلا يجوز ألدفاع عن المجرمين لتبرئتهم أو تخفيف الحكم عنهم إلا إذا كان هذا الحكم أشد مما يستحقون من العقوبة الشرعية، والأصل في هذا قول الله تعالى:( وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا) ، وقوله تعالى: إِنَّ اللّهَ( يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ) وقوله صلى الله عليه وسلم: من خاصم في باطل وهو يعلمه لم يزل في سخط الله حتى ينزع.
وأخيراً اقول إن القاضي والمحامي هما عينان العدالة يعملان جنباً إلى جنب في سبيل إظهار الحقائق وكشف الشبهات حتى تأتي الأحكام معبرة عن نصرة الحق ورفع الظلم وحماية الحقوق لأنهما يشتركان في تحقيق هدف وأحد وهو حماية حقوق الناس ورفع الظلم وتحقيق العدالة وهذه هي الغاية في النهاية، واسأل الله أن ينفع بهما البلاد والعباد.
*همسة *
إلى كل محامٍ أو محامية يكابدان من أجل رفع الظلم واسترداد الحقوق لأصحابها، يحق لنا الفخر بمهنتهم العظيمة وبأجهِزتنا العدلية أدامها الله بحفظه.
يقول الإمام علي بن أبي طالب: «رحم الله امرأً أحيا حقًاً وأمات باطلاً، ودحض الجور وأقام العدل».
التعليقات 2
2 pings
د. عاطف منشي
01/03/2022 في 2:14 ص[3] رابط التعليق
المحاماة مهنة نبيلة ذات هدف سامٍ ونبيل هو تطبيق الشريعة والانظمة المرعية والتي هي أساس تقدم الأمم وركيزة نهضتها ويتجلى ذلك بالدفاع عن المظلوم ونصرته وردع الظالم، ففي الحديث عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا ، أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ؟ قَالَ : تَحْجِزُهُ عَنِ الظُّلْمِ فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ”
وفي سنن أبي داود : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : ( إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إلي ، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض ، فأقضي له على نحو ما أسمع منه فمن قضيت له من حق أخيه بشيء فلا يأخذ شيئاً فإنما أقطع له قطعة من النار ).
في هذا الحديث وصف لأحوال الناس أمام القضاء من خلال إظهار تفاوتهم في البيان والآراء وهذا التبيان يؤدي إلى خلل في ميزان العدل ، فالذي يملك لساناً طلقاً وأسلوباً متيناً مدعماً بالحجج والبراهين يستطيع أن يقلب الباطل حقاً والحق باطلاً..
أما إذا استعان الخصم الضعيف بوكيل يملك من العلم ما يملك فإنه يستطيع أن يدحض حجة وبراهين خصمه، ويرجع الحق إلى أصحابه.
وصيتي لكل مُحامٍ في بلادنا تقوى الله عز وجل وأن يكون إحقاق الحق وإقامة العدل نصب عينيه وأن يكون عوناً للقضاء الشرعي في محاكمنا لإحقاق الحق والعدل.
ابوالبراء
01/03/2022 في 8:44 ص[3] رابط التعليق
جزاك الله خيرا اخي الحبيب