غاليه نعمة الله
حرب اوكرانيا
مع إحكام العقوبات والحصار الغربي علي روسيا تتعاظم الضغوط الأمريكية علي مختلف دول العالم للإنضمام إلي الجبهة المناوئة لروسيا .
ووصل الأمر إلي حد تهديد الصين بعدم اختراق العقوبات أو الإلتفاف عليها ، وهم ما رفضته الصين بشكل صريح وعاجل .
ورغم أن الموقف الصيني هذا يوفر مناخا مشجعا لمجموعة الدول الراغبة في الحياد لسبب أو لآخر، إلا أن الجموح والاندفاع الأمريكي في تجييش العالم ضد روسيا يخلق إشكالية كبري أمام مختلف دول العالم التي ترتبط بمصالح اقتصادية وسياسية مع روسيا .
وخاصة دول العالم النامي وفي مقدمتها مصر .
فلدينا روابط ومصالح مشتركة ومباشرة مع روسيا منذ عشرات السنين كثير منها ذو طابع استراتيجي كاستيراد القمح وبناء مفاعل الضبعة النووي واستيراد السلاح وغير ذلك.
ولدينا في نفس الوقت علاقات وثيقة بأمريكا تقترب من مستوي التحالف الإستراتيجي .
وبالتالي فإن تحديد موقفنا بالانحياز الواضح لأي من الجانبين تكتنفه تعقيدات وصعوبات جمة ، وقد تطالنا أثاره السلبية في تلكا الحالتين .
ويزيد الأمر صعوبة وتعقيدا امتداد أفق نهايات هذه الحرب وتداعياتها المباشرة علي أطرافها الرئيسيين .
فروسيا ستخرج من هذه الحرب منهكة .. منتصرة كانت أو منكسرة .
ونفس الوضع يندرج علي أمريكا وأوربا وأوكرانيا ،
وإن كانت قدرة هذه الجبهة تبدو أكثر تحملا لتداعيات الحرب من روسيا.
وسيشهد عالم ما بعد حرب أوكرانيا في الغالب أقطابا دوليين سيزيحون أمريكا عن عرش العالم السياسي والاقتصادي وهم تحديدا الصين والهند.
معطيات متنوعة وغامضة في بعض جوانبها تضع متخذ القرار في دول العالم النامي في موضع صعب لا أري له مخرجا وفقا لهذه المعطيات سوي محاولة التمسك بمساحة الحياد وعدم التورط في الانحياز السافر لأي من الجبهتين المتصارعتين والتي تجاوزت تطلعاتهما الآن حدود أوكرانيا.