وفاء آل وافي
الموت حقٌ على كل حي، فحين يأتينا هذا المصاب الجلل في من نحب تختلف ردود أفعالنا معبرةً عما تختلجه صدورنا من الحزن والأسى، فنعبر عن ذلك بتلك السطور عن من فقدنا من عزيزاً و غالي ونبوح بكلّ مكنونات صدورنا من خلال كلمات نخطها على أوراقٍ تكاد تنفجر باكيةً من حرقة القلب على الفقيدة الغالية.
( نورة إبنة الخال محمد بن صافي اعزي نفسي واعزي الخال سعادة اللواء محمد بن صافي والخاله والدة الفقيدة نوره (ام عبدالرحمن) وأسال الله أن يغفر لها ويرحمها ويعوضها في شبابها الجنة ويجعل علمها شفيعاً لها ونوراً في قبرها ورحم الله موتانا جميعاً وتغمدهم برحمته الواسعة ).
الموت ، إنّها كلمة مكوّنة من ثلاثة حروفٍ فقط، سهلة النطق لكنها تهزّ القلوب الحية وتقضّ المضاجع من هولها ، مفاهيم الموت لدى الناس تختلف، فهناك من يشعر بالموت حين يفقد إنساناً عزيزاً ويخيل إليه أنّ الحياة قد انتهت، وأنّ ذلك العزيز حين رحل أغلق أبواب الحياة خلفه، وأنّ دوره في الحياة بعده قد انتهى.
وهناك من يشعر بالموت حين يحاصره الفشل من كل الجهات، ويكبّله إحساسه بالإحباط عن التقدّم في حياته ، فيخيل إليه أنّ صلاحيّته في الحياة ايضاً قد انتهت، وأنّه لم يعد فوق الأرض ما يستحق البقاء من أجله.
الموت كلمة تخبرك عن إنسانٍ فارقك إلى غير رجعةٍ أو لقاءٍ في هذه الدار، وأصبح من أخبار الماضي، ولم يبق لك منه إلا الذكريات، وإنّ كان فارقك منذ سويعات.
نورة تلك الفتاة الفقيدة حقاً التي كانت مثال للعفة والطهارة والحشمة وتلك المرأة الناضجة بوعيها وفكرها زرعت ثمار علمها ورغبتها في الدين والحياة والخلق النبيلة ؛ حقاً رحلت نورة و هاه نحن نقطف من ثمار سيرتها العطرة مع الجميع والقريب والغريب والكبير والصغير وخلدت ذكرى حميدة وسجايا عطرة بنبل أخلاقها الطيبة ، وبحكم اصرارها وعقلها الواعي شاءت الاقدار بأن تكمل مسيرتها العلمية وسطرت رسالتها الاخيرة لمناقشة الماجستير وحصولها على الدرجة العلمية ولكن كان القدر أسبق بها من حصولها على تلك المنزلة العالية العلمية وايضاً ذهبت من الدنيا ولم تكتب لها الايام حياة جديدة ولم يكتمل حلم زفافها وأصبح هذا الحدث ذكرى حزينة وسرقت منها الدنيا أجمل أمانيها وأحلامها الوردية ولكن قضاء الله وآرد وليس له راد والحمدلله على كل حال.
وكما قيل من الأمثال ( كم من عزيزٍ أذل الموتُ مصرعه، كانت على رأسهِ الراياتُ تخفقُ. ومن لم يمتْ بالسيفِ ماتَ بغيرِه، تنوعتِ الأسبابُ والموت واحدُ ).
يحكون عن شيخ المرسلين نوح عليه السلام: أنه جاءه ملَك الموت ليتوفاه بعد أكثر من ألف سنةٍ عاشها قبل الطوفان وبعده فسأله: يا أطول الأنبياء عمراً كيف وجدت الدنيا؟ فقال: كدارٍ لها بابان دخلت من أحدهما وخرجت من الآخر.
أخيراً رحم الله أروحاً رحلت ولن تعود و غفر لها وأسكنها الفرودس الأعلى من الجنة وحفظ الأحياء منا جميعاً وأطال في أعمارنا ونفوسنا بالصحة والعافية والخير حتى يأتي يومنا الموعود والحمدلله رب العالمين وأصلي وأسلم على سيد الأنبياء وأشرف المرسلين محمداً عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .
التعليقات 1
1 ping
د/حامد الشمراني
17/05/2022 في 5:22 ص[3] رابط التعليق
مقال رائع وجميل.
رحم الله نوره وجمعها بذويها في الفردوس الأعلى من جنات النعيم.