الكاتب : عبدالرحمن منشي
مرة أخرى يقف المرء حائرًا أمام مشهد يبدو أنه سيتكرر كثيرًا خلال موسم الأمطار بجدة هذا العام، مشهد الأمطار الغزيرة التي تسيل على إثرها السيول المحيطة بالمدينة، فتغرق الشوارع، ويرتبك المرور، شاهدنا بأعيننا وأيضاً بمواقع التواصل الاجتماعي، مع معاناة محافظة جدة بالأمس القريب ، جراء الأمطار الغزيرة التي هطلت على معظم أنحائها وأدت لوفاة شخص أو شخصين رحمهم الله كما سمعنا من الجهات المسؤولة، وألحقت أضراراً بالغة بالمنشآت والممتلكات.
وبدأ المواطنين بعد صبر سنين وتكرار مرير عن غضبهم واستنكارهم لعدم استعداد الجهات المعنية للأمطار بالحلول المطلوبه والمدروسة بفكر لينتفع بها البلاد والعباد، وأيضاً بان هذا التكرار لايمر مرور الكرام مطالبين بسرعة التحقيق ومعاقبة المسؤولين عن حدوثها، والعمل على تجنب وقوعها مستقبلاً نعم والله نريد في هذه الحالة الجديدة الآن ونحن في عهد محمد بن سلمان ولي عهدنا الغيور، المكاشفة والمساءلة والمحاسبة، في من تسبب في هذه المعاناة المتكررة. فأقول أن تجدد أزمة السيول في جدة، بمثابة فضيحة جديدة تعمق تجاعيد الزمن في وجه عروس البحر الأحمر، فأرجو من المسؤولين المعنيين إلى الاعتراف بالأخطاء والتقصير بشجاعة، والعمل على مواجهتها حتى لا تؤدي إلى حالة التكرار وحينها يطفح الكيل ويأتي الغضب من قبل المواطنين وهذا والله لايرضي أحداً من المسؤولين وخاصةً ونحن في رؤية 2030 وحتى الآن لم تحل مشكلة وفاجعة أمطار جدة؟
فأسمحولي: بأن أقول المسؤول لو كان حريصاً على إنجاز عمله بكل نزاهة وأمانة، وتهمُّه سلامة المواطنين لما رأينا جدة تغرق بهذه المناظر التي أصبحت لنا شبه مألوفة ولاننسى بأنها مكررة خلال 12 سنة خسائر أرواح وممتلكات بمبالغ طائلة.
وهنا وقفة شكر ولسلامة أبنائنا عندما أعلنت إدارة تعليم جدة تعليق الدراسة بسبب الحالة المطرية المتوقعة والغريب في الأمر بأن بعض مديري ومديرات المدارس طلبن حضور المدرسين والمدرسات والذي أدا الي تعلقهم في وسط الامطار السيول الجارفة فمن يحاسب هؤلاء على القرارات العشوائية فهؤلا أبناء والأخرين أباء وأُمهات فالمفروض القرار شامل لهم جميعاً؟
وأخيراً فمن كثرة التكرار، أصبحت جدة ليست مشكلة تصريف سيول أو فساد أو منافع أخرى، وإنما هي (مشكلة فكر ) وهذا الدليل سيناريو 2009 يتكرر اليوم؟
* همسة *
المآسي والمحن أصبحت تتوالى علينا الواحدة تلو الأخرى في عصرنا الحديث حتى كأننا ألفنا حدوثها . ولا شك أن سبب استمرارها وعجزنا عن إيقافها هو عدم قيام أمتنا بعلاج مرضها الحقيقي ودائها العضال الذي أصابها, وهو ُبعدها عن التطبيق الجاد الكامل لدينها في كل أمور ونواحي حياتها, وحل مآسيها وشفاؤها يكون بالعلاج الحاسم وهي: عودة قوية إلى الله ونية خالصة لله لتقديم أفضل الأعمال لهذا الوطن العطاء،
[هَلْ جَزَآءُ ٱلْإِحْسَٰنِ إِلَّا ٱلْإِحْسَٰنُ]
التعليقات 2
2 pings
د. عاطف منشي
29/11/2022 في 7:04 ص[3] رابط التعليق
لابد من محاسبة المسؤولين حساباً دقيقاً، وإعادة التحقيقات السابقة لكشف الأسباب خلف هذه المأساة المتكررة التي تتوالى على جدة وسكانها.
وكلنا أمل بأن تتدخل هيئة الرقابة ومكافحة الفساد وتفتح الملفات القديمة والجديدة لكارثة السيول في جدة قبل 11 عاماً، لمعرفة من هو المقصر والمتورط المستفيد من هذه الكوارث، وما هو مصير المشاريع التي أنفقت عليها الدولة بسخاء ولم تر النور بل هي مسطرة في الأوراق وربما في الخيال!
فالأمر لا يمكن السكوت عليه، واعتباره أمرًا عاديًا!
مازن "ابو وليد"
29/11/2022 في 9:35 ص[3] رابط التعليق
التكرار لايمر مرور الكرام مطالبين بسرعة التحقيق ومعاقبة المسؤولين عن حدوثها،
مقال جميل / تعليقي علي تكرار المساة سوف تتكرر في السنة 2022 الي ان يشاء الله ……….من احد الشركات التي عملت بجدة في مشروع السيول وفريق فني هندسي من ارمكوا السعودية عندما أسند لها الامر في عهد الملك عبد الله رحمة الله …..
هل أرمكوا السعودية حلت تدفق السيول الجارفة؟
هل المهندسون اطلعوا علي مقاطع السيول المصورة من الطائرات العمودية لمعرفة مسار جريان السيول؟
الدولة فيها من القدرات الهندسية الكبيرة والشركات العملاقة لماذا لم يستعان بجامعة الملك عبد العزيز / عمادة الشؤون الهندسية امشرفة لاخذ مشورت البروفسورات / فهي الاجدر بان ياخذ رأي الدكاترة مع توفير جميع مايلزم لهم من ادوات تعينهم علي الدراسة ……