الكاتبة : مرام الحربي
تغوص النّفس كثيراً في مكنوناتها ويهدأ المرء جداً حينَ يعيش السّكون مع ذاته ويكون متصلاً بها، ويتصالحّ مع نفسه حينما لا يعارض طبيعته ولا يُنفي شيئاً من حقيقته ولا يُخفي شيئاً من صفاته التّي هيَ من أصل الطبيعة التّي خلقهُ الله عليها، والتّي منها (الحاجة للتقدير).
إنّنا حين ننظر إلى النظريّة النفسيّة التّي طرحها إبراهام ماسلو وتعرف بِـ: هرم ماسلو نجد أنّ الحاجة للتقدير من الحاجات الأساسيّة يسبقها الحاجات الفيسيولوجيّة كالطعام والشراب والنوم ويليها الحاجة لتحقيق الذّات.
جميعُنا نسعى للتقدير، ومُلاحظ أنَّ من سمات الطفولة الناجحة إشباع هذهِ الحاجة جيّداً من قبل الوالدين أو من ينوب عنهم، لكن لا نغفل عن أنّ الشخص حين يكبُر يتحمّل قدر من المسؤوليّة في هذا الجانب، فلابُد أن يعِي أنّ من تقديره لنفسه ووثوقه بها وتقديره للآخرين كذلك يفعل الآخرون معه، مأساة فعلاً حين يطلب المرء التقدير من الخارج وداخلهُ لوم وتحقير وتأنيب وعدم تقدير لذاته وكينونته الصّغرى.
الهَوس في مُطالبة التقدير من الخارج دليل ضيَاع الشخص لذاته الداخليّة وأنّه منفصلاً عنها.
هيَ كالسّلسلة متواترة:
١- أن يعرف الإنسان ذاته ويتعرّف عليها.
٢- أن يؤمن بأنّه كيَان من رُوح الله يستحق التقدير بدون أيّ شروط.
٣- أن يُمارس مايجعلهُ يشعُر بالمعنى في حياته.
٤- الإحتفال بمسرّاته الصّغيرة.
والسر كُل السر في (الإستمراريّة والدوامّ)
تستحق أن تكون أفضل من الآن.