الكاتب : عبدالرحمن منشي
صدور الناس تخفي في بواطنها نوايا وأسراراً وخفايا لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى فكيف بمن يقرأ نوايا الآخرين حسب مزاجه وتوقعاته، النيّة الحسنة مطلوبة هذه الأيام لإن هناك،فقراء القيم، خاوية الضمائر.. قال تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ"،، فهل يحق لنا أن نحاسب الناس على نواياهم التي لا يعلمها إلا علام الغيوب؟ ام أن لنا الظاهر؟ هناك من يتوهم أن له القدرة على معرفة نوايا الناس وما تخبيه صدورهم ويريد محاسبة الناس على تلك النوايا ومحاكمتهم على نواياهم المخفية مع أنه لا يعلمها ولا يعلمها إلا أصحابها وخالقهم جل وعلا لذلك أقول في هذا المقال:اكتب ما شئت لكن لا تستفز أحداً، وانتقد كما شئت لكن لا تطعن أحداً فإن روعة الإنسان ليست بما يملك بل بما يمنح.
إذاً لا يوجد شخص يخلو من ضغوطات الحياة ، فنحن نعيش على أرض أُعِدت للبلاء ، ولم يَسْلّم منها حتى الأنبياء، فتوكل دائماً على الله وثق به وقل الحمد لله، ولاتفسر الأشياء على هواك مثلاً، حين يمرض مَن نحب نقول: ابتلاء، وحين يمرض من لا نحب نقول عقوبة، وحين يصاب من نحب بمصيبة نقول لأنه طيب، وحينما يصاب من لا نحب بمصيبة نقول لأنه ظلم الناس!
أخي القارئي فلنحذر من توزيع أقدار الله على مزاجنا، وهذه أقدار الله وربما ابتلاء، ولكننا لا يحق لنا أبداً أن نحاسب أو نشمت أو أن نفسر الأمور من منظورنا الشخصيِّ، وعندما نريد أن نحكم على شخص لابد أن نسمع منه لا عنه.
وأخيراً :لنتمهل قليلا وننظر ونفكر فيما نفعله ونقوله هل نحن لنا الحق في الحكم على الناس؟ هل نحن نعلم كل شيء عن حياة الشخص الذي نظهره أنه من الداخل شرير ومن الخارج شخص خيّر؟ وحتى فعلا إن تأكدنا ممن نتكلم عنه أن ما في باطنه غير ظاهره هل هذا يجعل لنا الحق أن نشوه صورته أمام أنفسنا وأمام الناس؟
*همسة*
لا تبرر كلماتك في كل مرة يساء فهمك فيها، فالعقول السيئة لن تستوعب النية الحسنة.