الكاتب : عبدالرحمن منشي
أنا أؤمن بأنه لا يمكن لشخص في مجتمعنا يتصرف بفعل سيئ قام به واحد أو اكثر، لكن من الخطأ أيضا أن نسمح لهذا الفرد أيا كان، تصرفه بطريقة رعناء، دون أن يكون في حساباته أنه ينتمي إلى مجتمع هاجسه وحسه ديني ، وأن هذا المجتمع لن يسمح له بأن يتصرف بطريقة خاطئة كما يحلو له، ليأتي بتصرفات طائشة، من أجل أنه حر في تصرفه الشخصي، وفيما يفعل، وأن حريته الشخصية تلك، تكفل له دون تدخل أحد، أن يقترف ما يشاء من التصرفات ولو كانت سيئة.
وفي مقالي هذا أرى كثيرا من سلوكياتنا تحتاج لترشيد ومن ذلك ثقافة التنظيم وعدم الازدواجية في السلوك، تعتبر أحد عوامل السلوكيات الخاطئة في الطريق لأداء فروضنا الخمسة. فسبحان الله نرى إصطفاف المصلين للصلاة عندما تنظر إليهم تراهم صفا واحدا في ترتيب وتنظيم لكن عندما تخرج خارج المسجد تجد أحذيتهم موضوعة بشكل عشوائي ومنها عند مدخل باب المسجد تماماً مما يعيق الداخل، وأيضاً سياراتهم مصفوفة بشكل غير منظم، نعم والله مايحدث يدل على ازدواجية الشخصية فكيف ندعى الخشوع والسكينة.
فبهذا المنظر يبدو لي وللجميع مظهر غير حضاري ولم نتأثر بتعاليم ديننا الحنيف وأعتبر ذلك غير منضبط في السلوك إلا من رحم ربي.
إذاً توجيهي لهؤلاء المصلين المحترمين في صلاتهم طبقوا هذا في تلك المناظر المخجلة، نعم والله بأن للمساجد آدابا يا أيها الآحبة. ورغم وجود دواليب لحفظ الأحذية في المساجد نجد كثيرا لا يكلفون أنفسهم وضع أحذيتهم في هذه الدواليب، بل يتركونها أكواماً متناثرة أمام أبواب المسجد لتعرقل الداخلين والخارجين، ناهيك عن الفوضى التي يحدثونها عند خروجهم للبحث عن أحذيتهم التي تاهت في الزحام بسبب تصرفاتهم المشينة التي يجب أن يترفعوا عنها لأن ديننا يحثنا على إماطة الأذى عن الطريق وأكوام الأحذية أمام أبواب المساجد نوع من الأذى ومشهد ينفر غير المسلمين عن الإسلام لأن الصورة بهذا الشكل تنقل مشوهة عن هذا الدين. فمتى نترفّـع عن هذه التصرفات الخاطئة ونتأدب بآداب الإسلام وخاصة في أماكن العبادة؟
وأما الشي المحزن والله في النفس،عدة صور من الإزعاج منها إزعاج الكبار للمصلين باختلافهم على فتح أجهزة التكييف والمراوح داخل المسجد، فما أن يبدأ الوقت في التحول من فصل إلى فصل ويطرأ انخفاض أو زيادة في درجات الحرارة إلا ويبدأ الخلاف والعبث بأجهزة المسجد، ولربما زاد الأمر حتى تحصل النفرة والفرقة وهجران المساجد من جراء ذلك، والواجب على الجميع أن يتسامحوا فيما بينهم ويتنازل كل واحد منهم عن بعض رغباته، فالمسجد بيت الله، وليس لأحد أن يفرض على أحد رأيه، وتقارب وجهات النظر مطلوب؛ خصوصًا أن المتضرر الأول ومن تلقى عليه التبعات ويصب عليه جام الغضب هم الإمام والمؤذن وخادم المسجد، فتصادم الرغبات من جماعة المسجد يجعلهم في حيرة، وإرضاء جميع الرغبات يتعذر بل يستحيل، فعلى الجميع أن يتحلوا بالحلم وضبط النفس والصبر على الأذية. والله المستعان على فقدان هيبة المكان الذي نتجه نحوه.
همسة
ماأجمل عندما تكون قدوة حسنة لغيرك من الناس عليك أن تنظر إلى أفعالك وتراقبها،حينها سوف تهذب نفسك عندما ترى صفة سيئة فيك، فلا تنتظر من أحد ان يَلْفِت انتباهك إلى عيوبك أخطائك،بل إبدأ أنت بمراقبة نفسك لأنك خير من يرى نفسك بشكل أقرب من الذين حولك، وهنا سوف تُسَهِّل على نفسك الطريق الذي يجعلك قُدوة لمن حولك.
التعليقات 2
2 pings
أبو مازن
30/09/2023 في 5:10 م[3] رابط التعليق
جزء الله الكاتب لقد اختار موضوعاً يعتبر حديث المجتمع فياليت يكون هناك تفاعل حتى يفعّل هذا الوضع والمنظر الغير حضاري
ابو احمد
30/09/2023 في 5:14 م[3] رابط التعليق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اجاد الكاتب عبدالرحمن منشي فيما قاله. وانا اضيف بأن المسألة مسألة ثقافة والله الهادي إلى سواء السبيل.