الكاتب : خالد شوكاني
دعوني أروي لكم عبر مقال اليوم أحداث حلم حلمته قبل ثلاث أيام والذي ربما قد تكون مقتبسة من قصص الواقع، فقد رأيت كما يرى النائم في نومه أن أحد المسؤولين يعمل في أحد الإدارات التعليمية في إحدى المناطق واوصافه كما رأيتها في الحلم كاوصف الممثل الكوميدي (عادل أمام) حينما طلب القاضي منه وصف المجرم في مسرحية (شاهدماشفش حاجة) فقال واصفًا للقاضي (ضخم الجثة عريض المنكعين مفتوح الفتحات شنكول الحركات مشرقب الفلنكات مشتهم الأبعاعي شلولخ) .
المهم هذا المسؤول ضخم الجثة رأيته في حلمي يقوم بزيارة إحدى المدارس ويقوم بجولة على الفصول الدراسية حيثُ دخل إحدى الفصول ومعه شخص آخر وكان أحد المعلمين بالمدرسة التي زارها يؤدي درس أمام طلابه في الصف، ودخل هذا المسؤول الزائر فتوقف هذا المعلم عن الشرح حتى يرحب بهذا الزاير فكانت المفاجأة هنا حيث أن المسؤول الزائر لم يعطي المعلم أي مكانة من الاحترام أو التقديرحيث أنه لم يقم (بالسلام على المعلم) ومعانقة يده يد المعلم، وخرج هذا المسؤول الزائر من الصف بعدها.
أما المفاجأة الثانية أن طلاب الصف سألوا معلمهم، لماذا لم يقم هذا المسؤول الزائر بالسلام عليك ياأستاذ؟ هل بينك وبينه شيء؟ فرد المعلم عليهم لاوالله؟ وعلامات الحزن والألم رأيتها أثناء الحلم على وجه هذا المعلم من تصرف هذا المسؤول الزائر؟ فما كان من طلاب الصف بعد ماشاهدوا معلمهم وعلامات الحزن والألم على وجه معلمهم، إلا أن قاموا جميعًا وقبلوا (جبين) معلمهم بل أني رأيت أثناء الحلم أحد الطلاب يقول لمعلمه لاتحزن يامعلمي العظيم غداً سوف يكون اليوم العالمي للمعلم وسوف نحتفي ويحتفي بك المسؤول الأول في وزارة التعليم وكل المسؤولين والعالم قاطبة يامعلمنا الجميل.
كما أني سمعت أثناء الحلم أحد الطلاب يقول لزملائه في الصف كم أتمنى معرفة مدير التعليم المسؤول عن هذا المسؤول الزائر وأخبره بهذا التصرف الذي أعده (بالهمجي) لهذا المسؤول الزائر.
بعدها رن جرس الجوال لصلاة الفجر حيث فزيت من على فراشي مستعيذا بالله من الشيطان الرجيم ولااخفيكم أن علامات الغضب عليّ من تصرف هذا المسؤول الزائر مع المعلم مع أنه كان مجرد حلم حلمته أثناء نومي؟
ولااخفيكم متابعيني الأعزاء أن تفاصيل هذا الحلم مع معرفتي أنها قد تكون أضغاث أحلام، وقد تكون ربما مقتبسة من الواقع، لكنها جعلتني أتوقف عند تفاصيل هذا الحلم وهذا المسؤول الزائر الذي كنت أتمنى معرفته والحديث معه أثناء الحلم، وأقول له أهذا هو مكان وقدر المعلم عندك؟ فالمعلم له مكانة كبيرة ياسيدي وقد خصص له يوم عالمي للاحتفاء به مع أن الاحتفاء بالمعلم كل أيام السنة ياسيدي؟ ولولا هذا المعلم لما كنت في هذا المنصب؟ إلا إذا كان هذا المنصب وكُرسيك الذي اعتليته أو اعتلاك جاء عن طريق (إن وأخواتها) ومن تحت الطاولة وجعلني أشاهد ماقمت به أثناء الحلم مع المعلم وعمل الطلاب الذين أرفع لهم عقالي وأقبل جبين كل طالب أيضاً فقد اعطوك دروسًا لمكانه واحترام وتقديره؟ وعدم احترامك وتقديرك، والسلام على المعلم أمام طلابه؟ وهل العمل الذي قمت به يعد من أخلاقيات المهنة والمنصب الذي تعتلي كرسيه، بل أنه كان من المفترض أن تكون قدوه للجميع وتجعل للمعلم مكانه وقدر كبير وتقبل حتى (جبينه) أيضاً أمام طلابه لكن صدق الحديث الذي رواه البخاري ((إذا لم تستحِ، فاصنع ما شئت)).
وختاماً أحمد الله تعالى أن ماتم ذكره سابقًا كان مجرد حلم رأيته كما يرى النايم في نومه، أما إذا كان ماتم ذكره سابقًا من تفاصيل حلمي في المنام قد وقع بالفعل فسوف يكون سببًا في اصابتي (بالضغط) مع (السكر) الذي معي وسوف أحمل هذا المسؤول الزائر كامل المسؤولية، هل تعرفون لماذا أعزائي المتابعين، لأن ماقام به المسؤول الزائر، لن يقبله المسؤول عنه في الإدارة التعليمية التي يتبع لها هذا المسؤول الزائر ولا المسؤول الأول في وزارة التعليم ولا جميع المسؤولين ولا الناس قاطبة بتاتاً البته، وسوف أقوم بالاحتفاء بهذا المعلم لو كنت أعرفه وتكريمه واقبل (جبينه) ويده أيضاً وارفعه فوق رأسي واطوف به كل أنحاء المنطقة التي هو فيها. يقول أمير الشعراء أحمد شوقي رحمه الله «قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم يكون رسولا»،
ودمتم سالمين.