الكاتب : عبدالرحمن منشي
فالإنسان إنسان بأخلاقه،وليس بشكله وماله وملابسه.
إذاً الأخلاق زينة الإنسان وانعكاس لجوهره، ولذلك فإن ديننا يحث على التزام الأخلاق الحميدة، وقد كان أكمل خلق الله خلقاً نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وبذلك وصفه الخلاق العليم بقوله: (وإنك لعلى خلق عظيم)، هذا وقد حث النبي الكريم على حث الخلق والتحلي به فقال: (إن من أقربكم إلي مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً) نعم إن قيمة الحياة والثقة المتبادلة بين الناس تعتمد في المقام الأول على القيم الأخلاقية وليس على اللباس والمظهر الخداع.
والإنسان منا يجب عليه أن يتعامل مع الناس بأخلاقه هو، لا بأخلاق الناس ومعاملتهم؛ لأنَّ الناس منهم الكاذب، ومنهم المنافِق، ومِنهم الغشاش، ومنهم السارق. إلخ؛ فلو أنَّك عاملت كل صنف من الناس بمعاملته وبأخلاقه، اجتمعت فيك كل مساوئ الأخلاق التي في الناس، ولتعلم أن: "كل إناء بما فيه يَنضح" وعامِلِ الناس بأخلاقك لا بأخلاقِهم؛ فإن لم يكونوا أهلًا للجنة بأخلاقهم، فكن أنت أهلًا للجنَّة بخلُقِك! ولكن ما يُميِّزك بين الخَلق هو انفِرادك في حسن خلقك، ومعاملتك الطيبة مع الناس.
إذاً الحياة جميلة بجمال وجودك أيها الإنسان، وحياتنا تظل جميلة، فلنجملها بالحب الصادق والكلمات المعبرة تجاه الآخرين، ليسود التعامل الراقي الذي يساعد لشخصية راقية متزنة.
وقد نرى من اصل مجتمعنا الا من رحم ربي، سنرى أننا نعيش وأبناؤنا وبناتنا تحت سقف واحد، نلتقي بهم ونخوض معهم في شؤون الحياة المختلفة، لكننا سرعان ما نلمس أن مصادر ثقافتهم وأفكارهم وحتى مفرداتهم هي غير تلك التي علمناهم إياها ودربناهم عليها. هناك إذًا نهر يجري أمامهم، ولا أحد يملك زمام منعهم من السباحة فيه،فهم يروا انسجامهم مع روحهم ورضاهم الشخصي؟
فمن يردهم من تلك السباحة في النهر، إذا لم يكن هناك حراس ولا مراقبين، فلا يردهم غير الأخلاق والوازع الديني الذي قد بعُد منه بعض البشر.
وحتى نصل إلى الجمال، جمال العقل، جمال الفكر والأسلوب وجمال الروح، والأهم من ذلك في التعامل الراقي، فما أجمل أن تكون الحياة جميلة بنا، وما أجمل الأخلاق فيها، فتكون الحياة نحن ونكون نحن الحياة.. بالفعل الأخلاق جسر نعبر به إلى وجدان الآخرين ونؤثر به على نفسيات البشر لانه هو الأصل.
ولذلك أقوال بعض أسباب الأزمة الأخلاقية:
ضعف التدين في نفوس بعض المسلمين- التصور الخاطئ لشرائع الإسلام و أحكامه وروحه-غياب القدوة الصالحة في كثير من المجالات-طغيان الجانب المادي و الاهتمامات الدنيوية في العلاقات والأعمال-قلة البرامج التوعوية والأنشطة التي تعنى بالجانب الأخلاقي.
وأخيراً اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها لا يصرف سيئها إلا أنت، ورحم الله من تغافل عن زلة ونصح بحكمة.
*همسة*
إنَّ المكارِمَ أخلاقٌ مطهَّرة فالدِّينُ أوَّلُها، والعَقْلُ ثَانِيها والعِلْمُ ثالِثُها، والحِلْمُ رابِعُها، والجود خامِسُها، والفَضلُ سَادِيها والبرُّ سَابِعُها، والصَّبرُ ثامنها، والشُّكرُ تاسِعُها، واللِّينُ بَاقِيها والنَّفسُ تَعلَمُ أني لا أصادِقها، ولست أرشدُ إلَّا حينَ أعصِيها.
التعليقات 1
1 ping
ايمن أحمد عطرجي
22/03/2024 في 12:12 ص[3] رابط التعليق
نعم لقول النبي صلى الله عليه وسلم أقربكم منى منزلة أحاسنكم اخلاقا