يظل “التغيير” من سنن الحياة بل أنه أصبح من الأسس الإدارية الناجحة، والتي تحتاجها بعض الإدارات من وقتٍ لآخر وذلك لأسبابٍ متعددة بل وموجبة لهذا التغير، أولها الخروج من قفص (الرتابة) في بعض الأحيان، أومن جانب أخرتكون متعلقة بهذا المسؤول والقيادي الذي يُدير هذه الدائرة الحكومية حيثُ أصبح غير قادر على التغير والتطوير، بل أن بقائه في هذا المنصب أصبح يجلب الويلات تلو الويلات وذلك من خلال قراراته وتغيراته التخبطية التي يصدرها بين فترة وأخرى، وتكليف الغير المؤهلين لرئاسة بعض الأقسام داخل المؤسسة، وربما قد يصل الحال به إلى مخالفة الأنظمة واللوائح الصادرة في هذه التكاليف وتخصيصها للدائرة الذين حوله أو الموظفين الذين يسبحون بحمد هذا المدير،أو لدافع الإنتقام؟ أو من أجل أهداف أخرى أصبحت مكشوفة للعيان مما تعود على المواطنين بما لاينفعهم
فأصبح هذا المسؤول ينظر لهذا المنصب على أنه تشريف وليس تكليف، وخدمة مصالحة الشخصية والدائرة التي حوله وبالأخص حينما يكون هذا المدير في أي مكان مايتقاضاه بموجب العقد المبرم معه لإدارة هذه المؤسسة عشرات الآلاف المتنتنة خارج البدلات والمميزات، أو مايقع فيه هذا المسؤول عند قيادته لهذه المؤسسة الحكومية من أخطاء ومخالفات إدارية فادحة تستوجب تدخل هذا الوزير أي كان موقعة ومكانه وإحداث تغيير فوري لهذا المدير أو لهذا الرئيس العام، وضخ دماء جديدة وشابة من أصحاب المؤهلات والخبرات القادرة على إحداث تغيير كبير داخل هذه المؤسسة الحكومية التي عجز عنها هذا المدير أو ذاك الرئيس العام. واصبحت ظاهرة للعيان.
فالدول المتقدمة أصبحت اليوم تزدهر وتُبنَى بسواعد شبابها وطاقاتهم الواعدة والمؤهلة تأهيلا كاملاً مما يجعلهم قادرون من إحداث نقلة نوعية من خلال الطموح الكبير الذي يتمتعون به من إحداث هذا التغيير، والذي للأسف الشديد أصبحت “مغيبة” لدى بعض الوزارات لدينا، وذلك من خلال مانشاهده ونلاحظه من مدراء العموم وكأن هذا المنصب هو الأحق به دون غيره، ولايحق لأحد أن يأتي مكانه حتى (تقاعده) مهما بلغ القصور والمجاملات داخل المؤسسة التي يتولى إدارتها.
إن حكومتنا الرشيدة حفظها الله بقيادة ملك الحزم والعزم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسيدي ولي عهده المحبوب والشاب الطموح والمجدد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، حفظهما الله دائما مايضخون الدماء الجديدة بل والشابة والمؤهلة سوى أمراء أونواب أمراء، أو وزراء، أووكلاء وزارات، بل أنهما حفظهما الله، يعفون كل من ثبت تقصيره من ناحية عمله، أو وجدت عليه أي مخالفة تستوجب إعفاء هذا المسؤول بل ومحاسبته اي كان موقعه أومركزه، وبهذا استحقت مملكتنا الغالية وبكل جدارة أن يطلق عليها كل العالم بالسعودية “العظمى” في عهدهما حفظهما الله.
وأنا لما أخصص مقالي اليوم عن ضرورية التغيير وضخ دماء جديدة في بعض المؤسسات الحكومية إيقانناً مني ومن جميع المواطنين في هذا الوطن العظيم، أنه أصبح ضروري من السادة الوزراء العظماء والمحترمين، من ضح الدماء الجديدة بل والشابة والمؤهلة لوزاراتهم أو فروعهم كما يفعل وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ من خلال التغيرات التي أحدثها، وضخه الدماء الجديدة، والذي أستحق مني ومن الجميع مثل مانقف شامخًين بكل حب وولاءٍ ووطنيةٍ أمام وطننا العظيم، أن نقف له شامخًين، مما يدل ويؤكد لنا أن معاليه لديه الطموح في التغيير وهذا الذي يحتاجه كل المواطنين ويطمحون إليه بل أن لسان حالهم ياليت كل الوزراء يقتدون بوزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ويضخون الدماء الجديدة، وذلك من خلال إسناد المناصب القيادية للشباب ولأصحاب المؤهلات والخبرات في مختلف المناصب القيادية وخاصة في الدائرة التي إرتفع فيها صوت (أنين) المواطنين وثبت قصورهم لدى القاصي والداني، فحكومتنا الرشيدة حفظها الله، جعلت هذا المواطن من أهم أولوياتها بل إنها تسعى جاهدةً من أجل إسعاده وتقديم أجمل وأفضل الخدمات له.
ولهذا توجب على أصحاب المعالي الوزراء في حالة إحداث التغيير والتجديد لهذه الذماء أن يكون هذا البديل كفؤاً ومؤهلا ولدية الخبرة والكفاءة المناسبة لإدارة هذا العمل القيادي، ويحقق كل مايطمح إليه الوطن المواطن، وإلا أصبح هذا التغيير الذي أحدثه هذا الوزير أو ذاك لم يحقق القاعدة الصحيحة والسليمة والهادفة من تغيره، وبهذا يصبح هذا الدم المجدد دماً ملوثاً لهذه الدائرة، ويكن بهذا التغيير الذي أحدثه هذا الوزير كالمثل القائل (جاء يكحلها أعمها )وبهذا لم نستفيد من هذا التجديد وضخ الدماء الجديدة الذي كان يتمناه المواطنين لهذا المكان. بل أن هذا الوزير قد زاد من "أنين" ووجع المواطنين بهذا التغيير.
فيا معالي الوزراء العظماء والمحترمين أن التغيير والتجديد وضخ الدماء الجديدة أصبح الآن مطلب ضروري بل (فرض عين) وخاصة من معالي الوزراء الذين زاد ورتفع (أنين) المواطنين في فروعهم في كافة مناطق مملكتنا الغالية فهناك أصحاب المؤهلات والخبرات العالية والشابة القادرة بإذن الله على التجديد والتغيير لكن لم تعطى الفرصة لهم.
ومن المؤسف ومن خلال مانشاهده أن التغيير وتجديد الدماء عند بعض معالي الوزراء لايتم الاعند وقوع الفأس في الرأس،وحدوث أخطاء فادحة ، في فروعهم، والأدلة والشواهد كثيرة يامعالي الوزراء.
فالتغيير والتجديد قد فعله رسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام حين أسند القيادية على أساس الكفاءة، من خلال إسناده صلى الله علية وسلم قيادة الجيش لأسامة بن زيد رضي الله عنه وهو صغير السن رغم وجود من هو أكبر منه من الصحابة رضي الله عنهم، سنا وخبرة بالجيش، لكن أسامة بن زيد رضي الله عنه حقق نجاحا في قيادته للجيش وانتصارات ما يؤكد للجميع أن الكفاءة غير مرتبطة بالسن فهناك مؤهلات شابة وأصحاب شهادات وخبرات عالية توجب منهم إسناد هذه المناصب لمن يمتلكون صفات القيادية الناجحة.
وختامًا وحتى نكن منصفين فهناك من القيادات الغير الشابة في مواقع عدة يستحقون منا أن نرفع لهم القبعات إجلالا واحترام لما يحدثونه من تغيرات على مستوى فروع الوزارات وما يتبع لهذه الفروع، ولولا أن يلعب الفأر فيكم وتظنون في كاتب سطور هذا المقال ظن السوء لاذكرتهم من خلال مقالي مع يقيني التام أنكم تعرفونهم فرداً فرداً.
ودمتم سالمين.