هناك في جبال جازان وفي صباحاتها الباردة جدا، أصطحب بنتي (وجدا) وأخاها محمدا إلى المدرسة، وأحرص على إغلاق نوافذ السيارة بإحكام، حتى لا يصيبهم البرد، وأحمل معي كل الأطفال الذين أمر بهم لأوصلهم لمدارسهم.
وقفت اليوم لمجموعة من الأطفال فركب ستة منهم فامتلأت السيارة.
كانت الطفلة مريم ذات السبع سنين واقفة بجوار السيارة، تنظر لعلها تجد لها موقعا في السيارة يقيها من البرد، ويوصلها لمدرستها.
كانت عيناها تفيض بالدمع، ليس بكاء ولكن من رياح الجبال الباردة التي تلفح وجهها.
مريم تضع على صدرها قالبا معدنيا صغيرا يحمل صورة سلمان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.
مريم تحب سلمان، وتحييه كل صباح من قمم جبال فيفاء.
أم مريم تحب (سلمان) وهي التي علقت صورة سلمان على صدر طفلتها.
والد مريم يحب (سلمان) ويحب ابنته مريم، ولكنه لن يوصلها للمدرسة لكونه أحد جنود سلمان بقوات الصاعقة المرابطة على الحد الجنوبي.
سلمان يحب مريم ويحب أباها ويحب أمها ويحب كل أبنائه وبناته المواطنين، وهو الذي أمر بتوفير النقل المدرسي لمريم ولكافة أحبابه الطلاب والطالبات في كافة مدارس المملكة العربية السعودية.
العام الماضي لم يقم متعهد نقل جبال: فيفاء بني مالك بلغازي الريث هروب ...إلخ بالنقل، فتعاقد مع ناقلين خاصين ولم يعطهم مستحقاتهم فتوقفوا.
وفي هذا العام وبعد مضي أربعة أشهر من بدء الدراسة سعت الوزارة للتعاقد بنفسها مع مقاولين من الجبال فلم ولن تنجح.
ومنذ العام الماضي وآلاف الأطفال من أبناء الجبال بلا نقل، ما عدا ابناء الموسرين الذين يدفعون لنقل أبنائهم.
وها هي اليوم مريم ومعها آلاف الطلاب والطالبات في مدارس جبال جازان يقولون لك يا معالي وزير التعليم:
إن كنت تحب سلمان كما نحبه فأعطنا المال الذي خصصه سلمان لنقلنا، فإن لم تفعل فإننا نرجوك أن تسلم حقيبتك الوزارية التي أسقطتنا منها لغيرك؛ لعله يستطيع إعادتنا لها اسوة بطلاب وطالبات المملكة الذين ينعمون بالنقل المدرسي.