الدكتور صلاح بن محمد البدير إمام وخطيب المسجد النبوي في خطبة الجمعة اليوم أن السعي إلى المعالي والمكارم دأب المثابرين ، وعادة المجدين والعلم هو الشرف الرفيع الذي يوقر طالبه ويجل في العيون صاحبه ، ومن أحب العلم أحاطت به فضائله وحلت بساحته محاسنه .
وأوضح فضيلته : لقد أطلت السنة الدراسية الجديدة وقريباً تفتح المدارس والجامعات أبوابها وتستقبل بالحب والترحيب طلابها وتلك بعض الوصايا للطلبة والطالبات بهذه المناسبة الجليلة .
وأوصى فضيلته : أيها الطالب عد إلى مقاعد العلم بالرغبة والانشراح والانبساط والعزيمة والجد وترفع عن خمول الضعة ومهانة النقص والتفريط والكسل .
أيها الطلبة : باكروا وبادروا إلى الحضور إلى المقارّ الدراسية وإياكم والتأخر والتقهقر فإن التبكير بركة ورزق ونجاح وتوفيق .
ولا تتحقق بركة اليوم إلا بإدراك صلاة الفجر فإن صلاة الفجر نسيم اليوم وربيعه وتصبحوا وتحصنوا بالأذكار والأوراد النبوية التي تضفي على الروح أنساً وعلى القلب فرحاً وعلى البدن قوة ونشاطاً وحرزاً وحفاظاً .
ونوم الصبحة أي النوم بعد صلاة الفجر مباح إلا إذا أدى إلى تضييع واجب ونوم القيلولة وهي نوم الظهيرة مستحب لحديث أنس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” قيلوا فإن الشياطين لا تقيل ” أخرجه أبو نعيم .
لأن القيلولة تعيد شحن النشاط للدماغ والبدن وتعين على المذاكرة وأداء ما وجب بهمة وقوة ونشاط ، واحذروا السهر فإنه جهد وثقل وآفة يفسد المزاج وينهك القوى .
أيها الطالب احرص على الأدب والنزاهة والطهارة واحترام المعلم والتزام النظام والمحافظة على المقار التعليمية والمقررات المدرسية واتق الله فإن الله لا يخفى عليه ضمير ولا يعزب عنه قطمير واجعل العلم عدتك والأدب حليتك وكن أكمل الناس أدباً ، وأشدهم تواضعاً وأكثرهم نزاهة وتدينًا ، وأقلهم طيشاً وغضباً وصاحب الأخيار وتباعد عن الأشرار لا تقربنهم ولا تأمننهم ولا تخالطنهم ولا تجالسنهم .
أيها الطلبة : اسعوا للعلم سعيه الذي يحق ويليق به واياكم والضجر والملل والسآمة والعجز والانقطاع ، أيها الطلاب : الجد الجد بين القماطر والدفاتر والمحابر والمساطر حتى تبلغوا غايتكم .
ونوه فضيلته : ومن استخدم الهاتف المحمول أثناء سيره فقد أخطر الموت نفسه وأشفى بها على المكروه وعرض غيره للهلاك لأن الجوال يأخذ باللب والشعور ويفقد التركيز والحضور ومن صوب إلى الجوال عينه وأرخى له أذنيه وخفض له رأسه وكتفيه وانشغل بالمحادثات والمراسلات والتغريدات والمشاهدات أثناء السير فقد أتى فعلاً مجرماً وأمراً منكراً فاجعل ذهنك واجمع قلبك نحو قصدك ووجهتك وقيادتك فإن ألحّ عليك خاطرك أو أصرّ مهاتفك فاخرج عن الطريق وأوقف مركبتك وأفرغ في الجوال حاجتك وخذ منه نهمتك ، وكف عن المسلمين أذاك وشرك من قبل أن يقع المكروه فيأخذك الأسى والأسف والندم .
وفي الخطبة الثانية أكد فضيلته أن إجلال المعلم واجب ، واحترامه وتقديره والتواضع له فرض لازم ، ومعرفة فضل علمه وشكر جميل فعله من مكارم الشيم ، ويتأدب الطالب في فصله ومع زملائه لأن ذلك توقيراً للعلم وأهله .
واختتم فضيلته الخطبة بالدعاء : اللهم أعز الإسلام والمسلمين واجعل اللهم هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين ، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان ، اللهم أجعل ديارهم ديار أمن وأمان يا ذا الجلال والإكرام اللهم وفق خادم الحرمين الشريفين وولي عهده لما تحب وترضى ، وأجعل عمله في رضاك ووفق جميع أمور ولاة المسلمين للعمل بكتابك وتحكيم شرعك يا ذا الجلال والإكرام ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، اللهم أن الله لا إله إلا أنت ، أنت الغفور الغني ونحن الفقراء ، ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين .