فاطمة العديساني
هل تعميم صرف المكافأة للخريجين الجامعيين المعينين من الفترة من. ١/ ٧ / ١٤٠٦ هــ إلى. ١٨ / ١١ / ١٤٠٧ هــ . بعد كل تلك السنوات بشارة خير و بريق أمل ؟ بعد يأس لقرب حل معضلة بند ١٠٥ هذا الملف الشائك الذي عجزتْ عن فك طلاسمه أكثر من سبع حُقب وزارية ،هذا البند المقيت المجحف الذي جمد حياة آلاف المعلمين والمعلمات لسنوات وهم أحياء مجتهدين على رأس العمل ،كيف يمكن أن ينسوا تلك البدايات في القرى والهجر ورحلة السفر اليومية والتعب والجهد المضاعف ؟ كيف بالله تسقط تلك الذكريات المفرحة تارةً والمؤلمة تارةً أخرى ؟ تعمل كل ما يناط إليها من واجبات و مسؤوليات مقابل الحصول على بعض الحقوق فقط !! ويتطلع الجميع في كل عام جديد لانفراج تلك الأزمة باحتساب سنوات العمل على البند واحتساب الدرجات المستحقة ، والفروقات ، لكن بلا جدوى !! هذا حال من تعين على البند ذكريات محفورة في ذاكرة ووجدان كل معلم /ة هُضم حقه ! وكلما تولى وزير جديد تطلع الجميع إلى عبقريته في حل أُحجية بند ١٠٥ المعقدة ، وكان الجميع يتطلع إلى وزير التعليم الدكتور / حمد محمد آل الشيخ ، بأن يكون هو العراب لحل تلك المعضلة ورفع الظلم وإحقاق الحق ، كم هو مؤلم أن تحتسب سنوات الخدمة لمن عملوا في مدارس أهلية في التقاعد ولا تحسب لمن عملوا تحت مظلة وزارة التعليم على البنود !! وزارة التعليم قست على منسوبيها ، أين العدل والإنصاف ؟ حملتهم فوق طاقتهم ، وبعد طول انتظار وترقب ولهفة إلى ما تحمله لائحة الوظائف التعليمية الجديدة ، بين يأس يغلبه الأمل ورجاء يجدد التفاؤل ، علق الجميع آمالهم متوجسين مستبشرين في تلك اللائحة لعل فيها حل القضية المؤجلة منذ سنوات مضت ،وليتهم ما علقوا، جاءت تلك اللائحة وللأسف الشديد مخيبة للآمال ، يا إلهي : لقد مرت سنوات العمل على بند ١٠٥ المشؤوم على المسؤولين عن اللائحة من وزارة الخدمة المدنية و وزارة التعليم مرور لا يليق بورثة الأنبياء !! ولا يحفظ كرامة من أفنوا أعمارهم في خدمة الوطن مرتحلين مغتربين ! لماذا هذا الخذلان ؟ .ليس ذلك فحسب لقد حملت بين طياتها بخس المعلم /ة حقه المشروع في العلاوة السنوية إسوةً بموظفين الدولة في جميع الوزارات الأخرى !! وربط العلاوة السنوية برخصة مهنية متناسين أن هناك اختبار كفايات للمعلمين والمعلمات عام وتخصص واجتيازه مقياس للتعيين منذ سنوات في وزارة التعليم !! لقد رعت اللائحة الجديدة وببراعة التصنيف الطبقي وزرع فتيل الحقد والحسد في المؤسسات التعليمية ، ألا يعلم المسؤول في الوزارة أن ذلك سوف ينعكس سلباً على الرضا الوظيفي للمعلم /ــــة وعلى سير العملية التعليمية التربوية فإن هذه الأجواء المحتقنة طاردة لكل إبداع في الوسط التعليمي ، مكافأة للمشرف / ـــة، والقائد /ة ، والوكيل / ــــة، عجب عجب ! ما هذا ؟ هل هذا تحفيز ؟ ألا يعلم الوزير إنه في كل مدرسة درزن إداريات أو أكثر هن أذرع القائدة والوكيلة في العمل الإداري ! فلماذا هذه الهبات لفئة دون أخرى ؟ هل يعلم الوزير أن من ثمرات تطبيق اللائحة التعليمية الجديدة إن البيئة التربوية سوف تصبح طاردة ليس للمعلم والإداري فقط ، بل سوف تسهم في تسرب حتى القيادات التربوية المتميزة من مشرفين وقادة ووكلاء ، لن يشعروا بالطمأنينة فالنفوس المؤمنة بأنها مظلومة ومسلوبة الحق تشاطرهم المؤسسة التعليمية ،هذه اللائحة المريبة التي تحاول تهميش و تجاهل القدوة الأنموذج المعلم/ة مربي الأجيال الذي يُدير الحشود باقتدار ويعمل بنصاب ٢٤ حصة في الأسبوع ويكلف بالكثير من المهام المرهقة والشاقة وينجزها بلا كلل أو ملل ،ألا يعلمون مسؤولين الوزارة أن المعلم /ة أوفر موظفي الدولة حظاً في المتابعة فهم تحت عين الرقيب من إدارة المدرسة ، ومكاتب الإشراف ، وديوان المراقبة العامة ، وبالإضافة إلى المراقبة الدقيقة من أولياء الأمور بعدد طلاب الفصل فالمقصر يتم التعامل معه بحزم وحسم أول بأول حسب النظام وتطبق بحقه العقوبة المجزية لفعله فوزارة التعليم لها قوانين كغيرها من الوزارات تطبق على المتهاونين والمتسيبين ، ومن المضحك المبكي إصرار الوزارة على ربط العلاوة السنوية للمعلم /ة بصدور رخصة مهنية ، العلاوة حق لكل موظف وكل موظفو الدولة متساوون في الحقوق هذا ما كفله النظام الأساسي للدولة ، فليكن هناك امتيازات ومكافآت أخرى غير( العلاوة ) لمن يحصل على الرخصة المهنية لأن العلاوة حق مكتسب لا يجب المساس به فالعلاوة هي الحزام الذي يتحزم به /المعلم /ـــة أمام الظروف الاقتصادية الصعبة ويجابه بها التضخم و الغلاء وارتفاع السلع الأساسية للحياة الكريمة من كهرباء وبنزين ومواد غذائية كغيره من أبناء الوطن!! إن مجرد التفكير في سلب حقه في العلاوة بذريعة التطوير ليس له مصوغ قانوني أو إنساني . رفقاً بمعلم /ـــة الخير فهم حجر الأساس والركيزة في العملية التربوية فهم جوهر العملية التعليمية، عن أبي أمامة الباهلي قال: ((ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان: أحدهما عابد، والآخر عالم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير)) معلم الخير ينال شرف وتكريم عظيم أن الله عزوجل وملائكته وجميع المخلوقات في السموات والأرض يصلون عليه ، التعليم هو أيقونة تقدم الأمم والنهوض بمقدرات الشعوب به تتطور في شتى المجالات و بالتعليم يُبنى الإنسان منذ الصغر وكلما حظى المعلم /ة بحقه من التقدير والاحترام والمكانة اللائقة كلما انعكس ذلك على نفسيته ثم توالت إنجازاته و لقد أولت الدولة حفظها الله بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله تطوير التعليم مكانة كبيرة ( طموحنا أن نبني وطناً أكثر ازدهاراً ، يجد فيه كل مواطن مايتمناه ) من أقوال ولي العهد حفظه الله ، وعلى وزارة التعليم أن تعمل بتوافق مع توجهات الدولة المستقبلية على تطوير التعليم ودعمه كونه أحد الركائز التي تحقق أهداف رؤية المملكة.٢٠٣٠ .ويقع على عاتق وزارة التعليم أن تعمل كل ما من شأنه زرع الثقة بينها و بين منسوبيها كونهم حصلوا على الرخصة المهنية سابقاً فقد حصلوا على الشهادة الجامعية ثم اجتازوا اختبار كفايات المعلمين والمعلمات عام وخاص قبل ممارسة العمل التربوي والنزول إلى الميدان ، والمأمول من وزارة التعليم أن تعمل على توفير العناصر المهمة والمحفزة لإنجاح العملية التعليمية من (المباني المناسبة ، المناهج ، البيئة الصفيّة المجهزة ، كل مُعلّم يدرس تخصصه ) لن يرتقى وينهض مستوى التعليم في البلاد إلا بهمة و بسواعد المخلصين المتفانين من المعلمين والمعلمات ، وبإكرام هؤلاء وتقديرهم يكون إصلاح خطة تطوير التعليم ويترتب على ذلك بعون الله الحصول على أفضل المخرجات التعليمية ، وعلى الوزارة وبحكم المسؤولية الموكلة لها أن تعمل على حل معضلة البنود ، كما نتمنى أن تكون هناك نقابة للمعلمين والمعلمات تمثلهم و تدعمهم بكفاءة من أجل الارتقاء بمستقبل التعليم .
وقفات /
قم للمعلم وفِّه التبجيلا ….. كاد المعلم أن يكون رسولا ( أحمد شوقي )
يمتلك المعلم أعظم مهنة ، إذ يتخرج على يديه جميع المهن الأخرى ( نجيب محفوظ )
أثر المعلم يمتد إلى مالانهاية ، فمن المستحيل معرفة الحد الذي تقف عنده تعاليمه ( محمد أحمد الرشيد )
المعلم الناجح هو أهم أعمدة بناء التعليم الناجح ( عبدالله بن عبد الكريم السعدون )
وراء كل أمة عظيمة تربية عظيمة ووراء كل تربية عظيمة معلم متميز ( ايفر غاريسون)