خالد شوكاني
حينما ننظر إلى الواقع لبعض مدراء العموم التابعين لبعض الوزارات الحكومية في حالة ورود شكاوي من مواطنين من ضرر أو سوء خدمة لدى هذا المدير يطالبون فيها بتحسين الخدمة أورفع ضرر وإنصاف هذا الشاكي، فإنه كان من المفترض على المدير العام أي كان موقعة ومكانه، أن يتعامل مع كل شكوى ترد له بكل جدية وذلك حسب توجيهات ولاة أمرنا حفظهم الله ، لكن المؤسف والمخجل ومن خلال ما نشاهده ويلاحظه المواطنون من بعض مدراء العموم في الدوائر الحكومية وللأسف الشديد لايعطون شكاوي المواطنين جل اهتمامهم، مما يضطر البعض منهم في حالة عدم تجاوب هذا المدير وتطنيش شكاويهم ، بنشرهاعبرالإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وذلك من أجل إيصال “أنينهم” ومعاناتِهم ومظلمتهم لولاة الأمرحفظهم الله أو لأمراء المناطق أوالوزير التابعة له هذه الدائرة وهذا المدير، حيث نجد أنه لا يخلو رد البعض منهم لما ينشر “الإعلام” معاناتهم ويتفاعل معها هذا الوزير والمسؤول عن هذي الدائرة الحكومية من ردود مخجلة ونافية لكل شكوى جملةً وتفصيلًا حتى لوكان شكواهم صحيحة، بل ويزيدون من خلال الردود على ذلك مايصيب ًبالدهشة”بعد النفي وسياقة الأعذار والمبررات على أنه كان الأجدر بالصحيفة أو الكاتب أن يتأكد من الحقيقة والوقائع قبل نشر الشكوى، مع أن هذه الدائرة في البداية لم تعط الشكوى أي اهتمام عندماتقدم بها هذا الموطن ! وعندما تنشر في الإعلام أومن خلال كاتب صحفي عن المشكلة وتقاعص هذا المدير من إنصاف هذا الشاكي لو وجد له أحقية في هذه الشكوى، بل تجد الردود غالبا بالنفي مع العلم أن هذا المواطن محق في شكواه بل تجد بعضاً من ردودهم فيهامن الحالة الإيمانية ويستشهدون فيها بالآية الكريمة “يأيها الذين أمنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين” مما يدل ومن خلال ردهم إيصال المعلومة للمسؤول والقاري أن صاحب الشكوى وماتم نشره كذب وعارٍ من الصحة، وأن مديرهم العام مخلص وصادق، ويواصل ليله بنهاره لخدمة الوطن وقضاء حاجات المواطنين.
مع إن هذا المسؤول عن هذا المدير حين يسلط “مجاهره” الدقيقة لوجد خلاف ردودهم وذلك من خلال ماهو ملموس ومشاهد لعامة الناس ولوجدأيضاً أن هذا المديروالمسؤول عن هذه الدائرة، قابع على كرسيه لا يتزحزح يقضي يومه على الهاتف وتتبع الأخبار ولايبقل بدخول المراجعين الذين يصطفون طوابير ويودون مقابلته والاستماع لهم، بل لوجد مايجعل الرأس شيبا.
إن بعضاً من مدراء العموم وهم قلة يجدون من مناصبهم فرصة لاستعراض عضلاتهم والتحكم في المراجعين دون أي وازع ديني أو ضمير مما يأكد أن أغلب شكاوى المواطنين تذهب أدراج الرياح ولاينظرون لها الافي حالة نشرها في الإعلام هنا تجده بدأ يتحرك ويحرك مكتب علاقاته الإعلامي وتجد براعتيهم في الردود بل وقدرتهم على قلب الحقائق وتزييف الوقائع وقدرتهم على التلاعب بالألفاظ من خلال مايكتبونه في ردودهم “لو أن هذا الشاكي كلف نفسه وراجع المدير العام في مكتبه لحلت مشكلته ولا داعي للكتابة والتشهير، مع العلم أنه راجعه أكثر من مره فأما يكون غير موجود أو أنه في إجتماع أوفى جولة ميدانية، بل أن هذه الأعذار التي يطلقها بعض مدراء العموم عبر متحدثي علاقاتهم وهذا والله مخجل ومؤسف في الوقت نفسه، وقد أرسل لي مواطن بشكوى يود مني الكتابة عنها برفض المدير العام من مقابلته، بالله هل هذا يعقل أن يرفض هذا المدير العام، والذي جعلته الدولة في هذا المكان لخدمة المواطنين وحل مشاكلهم بأن يرفض مقابلة مواطن وهو يرى أن ولاة أمرنا وأمراء المناطق حفظهم الله يقابلون المواطنين ويستمعون لهم ويحلون مشاكلهم وينصفون مظلمتهم، ويحاسبون كل من ثبت تقصيره تجاه أي مواطن.
وفي الوقت نفسه فهناك من المدراء العموم من يستحقون أن نكب على رؤوسهم سلات مليئة بالورود والفل نظير مايقومون به تجاه هؤلاء المراجعين ويسعون في حل مشاكلهم والوقوف عليها مُقنين أن هذا من واجبهم تجاه المواطن وقد رأيت ذلك بأم عيني وأنا أراجع دوائر تعليمية وغير تعليمية، يستحق منك أن تقبل جبينه للفن والتعامل الراقي الذي يتعامل به مع المراجعين، فمثل هؤلاء المدراء العموم نحن بحاجةلهم حيث أنهم يقودون مؤسساتهم بكفاءة ويطورونها في خدمة المواطنين. وصدق غازي القصيبي رحمه الله حين قال الإدارة فن وتعامل.
ودمتم سالمين