غازي الفقيه
نصف قرن مضى منذ أن فتحت أعيننا على المنصب الرسمي لقائد الخارجية الأمريكية والذي كان على رأسها آنذاك وليام روجرز وترتيبه 55 من بين وزراء خارجية الولايات المتحدة الأمريكية ، وقد تأسست هذه الوزارة 1789م وكان أول وزيرلها توماس جيفرسون .!
ولأن ما يحدث في أمريكا القوة الأعظم في عالم اليوم يجد صداه في بقية أنحاء العالم والوطن العربي في مقدمة المتأثرين بذلك .ولأننا في هذا الوطن بُلينا باقتطاع سرة هذا الوطن (فلسطين) أرض الرسالات، من قبل (بريطاتيا العظمى) في حينه بدعم التحالف الغربي في الحرب العالمية الأولى(1914___1918م) وإعطاء هذا الجزء الحيوي من قلب الوطن العربي لليهود الصهاينة، لفصل مشرق العرب عن مغربهم وعدم تمكينهم من الوحدة الطبيعية والاستقرار والنماء.! وهذا ماحملته السياسة الداخلية والخارجية الأمريكية بحزبيها الجمهوري والديمقراطي ، وتفانت في تحقيقه سياسة معلنة ومعروفة ، لصالح الكيان الصهيوني منذ ولادته بقرار أممي ظالم في 14مايو 1948م .!!
وعلى عهد روجرزصاحب الجولات المكوكية الشرق أوسطية في عواصم القرار العربي وأكثر من 23 وزير خارجية رسميأً او بالوكالة من بعده وأبرزهم( هنري كيسنجروفيليب حبيب وسايروس فانس ووارن كريستوفر والكسندر هيج وجورج شولتزوجيمس بيكرومادلين أولبرايت وكولن باول وكونداليزا رايس وهيلاري كلينتون وجون كيري وتيلرسون وحتى مايك بومبيو) والسياسة الأمريكية أبرز أولوياتها بقاء الكيان الصهيوني وتمدده وبقاؤه قوياً مادياً ونووياً..!!ولا يهم ما تتعرض له هذه البلاد العربية المحيطة به من طغيان هذا الكيان الصهيوني وتعدياته باحتلاله لأجزاء منها وتهجير شعبها.!
فهل طرأ تغيُر على هذه السياسة الأمريكية ؟ والحقيقة الماثلة تقول أن عهد آخر رؤساء (أمريكا الصديقة) لمعظم اقطار الوطن العربي، السيد دونالد ترمب ووزير خارجيته مايك بومبيو شهدنا انخيازاً غير مسبوق لصالح هذا الكيان مالم تشهد عهود اسلافهما من قبل. اذ نُقلت سفارة واشنطن من تل أبيب الى إلقدس وتم الاعتراف بالقدس عاصمة لهذا الكيان المغتصب واعترفت امريكا بتبعية هضبة الجولان السورية للكيان الصهيوني ويتم حالياً الترويج لصفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية وكل ذلك ضد ما صدر من قرارات أممية .!!
يحصل ذلك والولايات المتحدة الأمريكية تربطها بمعظم الدول العربية علاقات اقتصادية وجيوسياسية وثقافية منذ عقود طويلة . وهو ما لا يتوفر لأمريكا من انحيازها المتطرف مع الكيان الصهيوني،.!!
وسؤال يطرحه كل مواطن عربي بسبط لِمَ هذا الانحياز وإلى متى تستمرهذه السياسة الأمريكية المنحازة .ألا تخشى القيادة الأمريكية من بحث العرب عمن ينصرالحق ولو بعد حين ..؟!!