حذرت منظمة الصحة العالمية من (الاحتراق الوظيفي) وتكاليفه على المنظمات التي يعمل بهاالافراد لاسيما بعد إدراجه كمرض من قبل المنظمة، عند توفر ثلاثة أعراض وهي: الإحساسبنقص الطاقة والتعب، ازدياد الفجوة الذهنية عن الوظيفة ونقصان الفعالية، بعد استبعادبعض الأمراض النفسية كالقلق أو أمراض المزاج.
وقالت المنظمة أن الاحتراق الوظيفي: هي متلازمة من الاعراض الناتجة عن عدم التعاملالجيد مع ضغوط العمل المزمنة وتتصف (فقدان الطاقة العملية والارهاق والتعب، والشعوربالإحباط والسلبية والتشاؤم تجاه العمل، وعدم الالتزام بالمهنية والاهمال).
وبالمقابل أكد د. سعد الشهراني، استشاري طب الطوارئ والحوادث في مستشفى الهيئةالملكية بالجبيل، ان العديد من الجهات بدأت تهتم في متابعة هذا المرض لما له من تأثيرسلبي واقتصادي على المنشآت، مبينا خلال ديوانية الاطباء في لقائها الــ 55 مساء أمسالأول في منزل مؤسسها عبدالعزيز التركي، بالخبر، بعنوان (الاحتراق الوظيفي)، أن حالاتالاحتراق الوظيفي شائعة في المجتمع بسبب الضغوط الحياتية (ضغوط العمل، التزاماتالبيت، التفكير في المستقبل، مشاكل نفسية وعاطفية واجتماعية …. وغيرها) والتي قد تؤديالى الجلطات لاسمح لها، مستشهدا بحالات كثيرة تمر بما يسمى الاحتراق الوظيفي (فاقدللطاقة، سلبي، فقد المهنية).
وكشف الشهراني، أن التكاليف والوفيات في الولايات المتحدة نتيجة الاحتراق الوظيفيوجدوا أنها أدت إلى إنفاق ما يقرب من 190 مليار دولار – حوالي 8٪ من نفقات الرعايةالصحية الوطنية – وحوالي 120،000 حالة وفاة كل عام –حسب تقرير جامعة ستانفورد2019-.
وأشار الى هناك 615 مليون شخص يعاني في جميع أنحاء العالم من الاكتئاب والقلق، ووفقًالدراسة حديثة أجرتها منظمة الصحة العالمية تكلف اليد العاملة العالمية ما يقدر بنحو 1 تريليون دولار من الإنتاجية المفقودة كل عام، وفي الشركات ذات الضغط العالي ، تزيد تكاليفالرعاية الصحية بنسبة 50٪ عن المنظمات الأخرى، ويُكلف الإجهاد في مكان العمل الاقتصادالأمريكي أكثر من 500 مليار دولار ، وفي كل عام يُفقد 550 مليون يوم عمل بسبب الإجهاد.
وعن أسباب الاحتراق الوظيفي أوضح د. الشهراني، انها غياب العدل بين الموظفين، عدمالتوزيع العادل في الأعمال بين الموظفين، عدم الوضوح في المهام، غياب الدعم من المدراء،ضغط الوقت مقارنة بالمهام المطلوبة، محملاً مسؤولية الاحتراق الوظيفي لدى الموظفين ومايواجهونه من ضغوط الى القيادات.
ولفت الى ان هناك خطوات لتفادي ضغوط العمل والتقليل من عمليات الاحتراق الوظيفيمنها: توفر الامور الاساسية (الهواء، الغذاء، التكاثر، المسكن، العلاقات الاسرية)، مستلزماتالسلامة (آمن وظيفي، وآمن حسي وفكري ومالي)، المشاعر (الحب)، الثقة، اكتشاف الذات.
وسلط الضوء الشهراني على الحلول من هذه الضغوط حيث يؤكد أن ممارسة الرياضة تأتيفي الدرجة الأولى لتقيل الضغوط في العمل، ثم الأكل الصحي، الخروج مع الأسرة، النومالجيد، تنمية الهويات التي تسعد الشخص “فكر في نفسك اولاً قبل العمل“.
وفي ختام لقاء الديوانية كرم مؤسس ديوانية الأطباء عبدالعزيز التركي د. سعد الشهرانيبدرع تذكاري، فيما كرم الفنان التشكيلي عبدالعظيم الضامن، الضيف بلوحة خاصة.