
بدأ المحاضر محاضرته بشكر رئيس النادي والقائمين عليه مع شكر الحضور الذين حضروا ليعيشوا أجواء هذه المحاضرة التي تتعلق بلغة النساء , وقدم لبحثه بمقدمة موجزة بين فيها أنه قد بات من الحقائق العلمية وجود فروق صوتية دقيقة تختلف من شخص إلى آخر , فصوت الإنسان كبصمته لايشاركه فيه أحد , ثم تساءل هل فطن القدماء من علماء العربية إلى نوع من هذه الفروق؟ وهل أشاروا إلى تفرد النساء بأساليب لغوية خاصة بهنّ ؟, ثم عرض للمظاهرالدالة على عناية اللغويين بلغات النساء وحصرها فيما يأتي:
1- أنهم تعجبوا من فصاحة كثير منهنَّ , وساق الأمثلة الدالة على ذلك،كفصاحة عائشة رضي الله عنها ،وأم زرع .
2- أنهم اعتقدوا أن النساء مصدر من مصادر الفصاحة .مورداً ماقاله أبو نواس وبشار بن برد في ذلك .
ثم راح يتحدث عن محاسنهن الصوتية ومعايبهن النطقية مشيراً إلى اللحن الحسن والمعيب , والغنة والخنة ,وترخيم الكلام , وشدة الصوت , واللثغة , والإبدال , والقلب المكاني , والكشكشة , والتلتلة , والعنعنة , مورداً على ذلك الشواهد من كلامهن .
وانتقل إلى جهودهن في النحو والصرف مؤكداً على استشهاد النحاة بأشعارهن ونثرهن على القواعد النحوية والصرفية , واهتم بعد ذلك ببيان الأساليب الخاصة بالنساء تلك التي نص النحاة عليها كأسلوب الندبة ,وذكر أسماء عدد من اللغويات الراويات للغة ، والنحويات وأشار إلى أن العرب استحسنوا منهن كل أثر لغوي يحبب فيهن , وألمح إلى أن بنت أبي أسود الدألي كانت سبباً في وضع النحو كما أن حواء من قبل كانت سبباً في إيجاد ظاهرة التعليل حين علل آدم سبب تسميتها بحواء , ورآى المحاضر أن قلة بروزهن في النحو يفسر بأنه علم عقلي ذهني محض أي لايتفق مع جبلتهن التي تتفق مع الشعر أو الرواية أو القصص , وأنهى المحاضرة ببيان أثر النساء في لغة الشعراء سائقاً بعض الشواهد التي تدل على أن الشاعر اختار أساليب خاصة في هيامه وعشقه ،وأشار إلى لغتهن في ترقيص أولادهن , جاعلاً ذلك تأسيساً للشعر الغنائي الجميل , وانتهت المحاضرة بمداخلات وتساؤلات مع ثناء المحاضرين على أصالتها التراثية ،وجودتها ونفعها للدرس اللغوي العربي .. وكان من بين المعقبين والمداخلين على هذه المحاضرة الدكتور عبدالله بن إبراهيم الزهراني ، الذي أشار إلى أهمية إثارة هذا الموضوع ، والدكتور عبدالحميد النوري ، الذي اقترح بعض الإضافات في هذا المجال ، والدكتور سمير الدروبي الذي أشار إلى المكانة المتميزة للمرأة في الثقافة العربية ، والدكتور محمد الشامي الذي استشهد بآيات قرآنية في مقاربات لموضوع المحاضرة ، والدكتور متعب الغامدي الذي أثنى على المحاضر والمحاضرة ، ومدير الأمسية الدكتور عبدالعزيز الطلحي الذي تحدث عن النظام الصوتي للأجناس..
ومن الصالة النسائية شاركت الدكتورة أمل القثامي ، والأستاذة بسمة القثامي ، والأستاذة فاتن حسين والدكتورة نادية بخاري ، والأستاذة وفاء جعفر ، في التعقيب والتساؤل .. وكان آخر المعقبين الأستاذ الدكتور محمد بن مريسي الحارثي الذي تناول الفروق الفطرية بين الرجال والنساء والمشتركات بينهما في إنماء اللغة وتطويرها وتأصيلها وتقنينها…