وسائل التواصل الاجتماعي بكل تطبيقاتها .. واتس آب وفيسبوك وتويتر وغيرها ، هي في الحقيقة نعمة من نعم الله علينا ، قربت البعيد ، وعلمت الجاهل ، ونقلت للكثير ما يدور في هذه البسيطة .
عرفتنا بكثير مما يخفى علينا ، وأصبح كل مايحصل في هذا العالم يصلك في حينه ووقته عبر هذه الوسائل المتنوعة بتعدد مسمياتها .
نعم هي نعمة عندما نستغلها ونوظفها التوظيف الصحيح فبها تخدم أهلك ومجتمعك وبلدك وقبل ذلك دينك وعقيدتك .
وتكون نقمة عندما لا نحسن استخدامها ، ففيها أخطار كبيرة ، وفيها كوارث جسيمة ؛ إذا أسأنا الاستخدام وانجرفنا مع أمواجها العاتية .
فيها البدع في أحلى صورها ، وفيها الكذب في أجمل حلله ..
إشاعات وافتراءات ودعاوى كيدية خطيرة ، بل وفيها المساس بالثوابت ، فيها القدح في الدين والتشكيك فيه وفي علماء الأمة ، والكذب الصريح على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وفيها الكثير الكثير من الطوام ،كيف لا وأغلب من يرتادها سفهاء أحلام وعامة الناس .
الكثير فيها أسميه ببغاء التواصل الاجتماعي ، يرسل كل ما هب ودب ، وكل مايقع تحت يده وكل ما تقع عليه عينه .
والأغلب بحسن نية يريد الخير ، يريد أن ينفع الناس ويرشدهم ويوجههم ، لكنه بحسن نيته ربما يفسدهم ويقع في المحظور .
كما نعرف جميعاً أن هذه الوسائل هي مطروحة لكل الناس ، الصالح والفاسد والحاقد والساذج والعالم والجاهل ، وقد تخرج رسالة ما وفيها كذب وافتراء ، بل وتشكيك في ثوابت الدين ، أو فيها افتراء وكذب متعمد على أشرف خلق الله رسولنا الكريم ، ومن كتبها يريد أن تنشر بشكل أوسع واكبر ، وهو في قرارة نفسه يعلم أن هناك ببغاءات يرددون فقط مايقال ، ويرسلون كل ما وقعت عليه أيديهم دون تثبت أو تريث ، وهؤلاء في الحقيقة هم أداة في يد كل حاقد على هذا الدين او على هذا البلد .
فمتى نكون أكثر وعياً وأكثر دراية بفحوى الرسالة ؟ وماذا يريد مرسلها ومالهدف من ورائها ؟!
للأسف ببغاء التواصل ليس عنده أي فكر ، فهو يرسل أي شي ، وربما كان على علم بأن هذه الرسالة قد تسيئ الى بلده ، أو الى دينه وعقيدته ومجتمعه .
لا شك أن في وقت الفتن والأزمات تنشط الدعاية ، وتكثر الإِثارة ، وهنا يأتي دور الإِشاعة .
ومن المعلوم أن التثبت مطلب شرعي لقوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) .
وفي قراءة أخرى ( فتثبتوا )
وقد حذر الشارع أشد التحذير من نقل الشخص لكل ما يسمعه ،
فعن حفص بن عاصم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ) رواه مسلم في المقدمة 6 صحيح الجامع 4482
عزيزي مستخدم التواصل :
دع عنك السبق في نقل الخبر ، ودع عنك إرسال الشائعات ؛ فهي المهلكة لك ولمجتمعك .
فكر قبل ان ترسل وتنشر بالعقل قبل العاطفة كل ماهو مسيء على مستوى الجهات أو الافراد .
وتعامل مع هذه التقنية بذكاء وفطنة ووعي .
ودع عنك التحجج والاعتذار بقولك عبارة ( كما وصلتني ) .
ولا تكن أداة في يد الغير ، لاتكن مسلوب الشخصية تردد مايردده الاخرون ، وتقول ما يقولون ، قف بفكرك وإرادتك ولا تكون مطية لغيرك ضد لكل ما يسئ لبلدك وعقيدتك ومجتمعك .
بقلم / محمدالجعفري
التعليقات 2
2 pings
ابو طه حسن احند
03/08/2017 في 10:38 ص[3] رابط التعليق
مت الايادي كتابة رائعة ووصف دقيق لكثير مما هو حاصل اليوم .. نتمنى ان يدرك الشباب وبقرأ مثل هذا المقال الجميل كجمال كاتبه..ليت بعضهم يقول كما وصلني الا يعدل فيه ويزيد وينقص وقد يخربها اكثر من واقعها الحقيقي… انما العاقل كما ذكرت هو من يحرص على المفيد والمقبول والحريص على نشر الخير بين الناس … دمت مبدعا أخي محمد
أبو جواد الجعفري
03/08/2017 في 11:31 ص[3] رابط التعليق
أصبت الحقيقة أخي أبو رحاب فعلاً هناك من لا يعي أن بعض الرسائل ظاهرها عسل وباطنها سم زعاف هدفها الأساسي تقويض أمن وأمان وطننا الغالي