الموت حق، والحياة رحلة، الدنيا زرع وعبور، والآخرة مقر وحصاد، وما بين الطرفين أعمار وأهلة وأقمار، ورد وبرد وحر وقر، تتمايز الأوادم، وتتفاوت الأجنحة والقوادم، فتعلو أقوام، وتخبو أقوام، ولله في كل شيء حكمة يدركها المدرك، ويغفلها الغافل.
ة وإن القلب ليوجع، والروح لتفجع بفقد شيخ وقور صبور غيور شكور، حكيم كريم رحيم، حبيب أريب لبيب، رجل حد ودولة، ذائع
صيت وصولة، الشيخ/ حسين بن أحمد النعامي السعيدي، ذلك الطود الذي ثبت، والباسق الذي نبت، جمع الهدوء والعاصفة، والبرد والبروق القاصفة، واستطاع نيل ثقة ولاة الأمر مرارا وتكرارا، وحاز الجوائز، واستحق المدح والثناء، ودوام الحال من المحال؛ لذلك حان منذ أيام الانتقال، لجوار المتعال، فقص تذكرة المغادرة، بجميل المبادرة
وامتطى صهوة الرحيل، بفعل الجميل، ومضى بالجسد، وهو الباقي عطرا يسري، وأثرا يحمد، ما بقيت في العروبة شهامة، وفي الرجال كرامة.
رحيل الكبار ثلمة وألم، وتعويضهم صعب وحلم، ولكن الرجال من أثروا غابوا أو حضروا، لا يزالون بيننا ومنهم فقيدنا وآله الكرام.
يرحم الله ذلك البشوش الودود، والصارم المعدود، ولنا العزاء في أبناء وأشقاء يستطيعون مواصلة المسير، وزيادة التأثير، فهم من بين صلب أصيل، وترائب جليل يرحمه الله رحمة الأبرار، ويحسن عزاءهم وكل محب للفقيد، و" إنا لله وإنا إليه راجعون".