نجومٌ تتلألأ وشُهبٌ ومُذَنّبات تَمر بيْن الفَينة والأخرى قاطعة أحلامي وكأنها رسائل الله تحوم لِتُذَكرني بفَتاة لم أرها حتى، غَير أنّي رَسَمْتُها في مُخَيِّلَتي.
فَنُضْجُ تفكيري ومَراحِل عُمري الفاشل الذي أَوْصَلَني بِنَجاحٍ الى ما أنا عليه اليوم، هو أن لا أرسُم جَمال الخِلقة قبل أن أرسُم جمال الخالق الذي أَبدَعَ خلقَهُ وصُنعتهُ فجعلَها أنثى خَلاّقة رَقراقة عفيفة طاهرة، يكاد حياؤها يذوب ويَقطرُ من بين ثَنياها صابغاً ورداً بلون الحُمْرة على وَجْنَتيْها.
لا تَنطُق الا بِصَمت وقد جعلني فَشَلي ذاكَ أفهمها، فَهِي لم تُخلَق إلا لأؤلئك الذين لم تَضْحَك سِنينُ الحَياةِ لهم فَظنّوا أَنَّهم فاشلون وما هم بفاشلين، فكانت لهم المؤنس والضَّاحك في مُخَيِّلَتهم، كانت لهم روحاً طاهرة تُعانقهم وتَتَراقصُ مَعهم في أسرارهم لتَعْبُر الفضاء بين تلك النُّجوم والشُّهُب..
وتُحاكي روحي الجميلة والطاهرة قائلة :"كم عمرك يا حبيبي!؟
أبتسم لها فالابتسامةُ دَيدَني، وأقول لها :عمري أنا يا سيدتي!! .
أتسأَلينني عن عمري!! ؟
نعم يا حبيبي عُمُرُكَ أَنت.َ!!
سيدتي :" أنا ليسَ لي عُمُرٌ لأنَّني بِبَساطة لَم أولد بَعدُ.
وبسرعة ضَمّتني روحها العفيفة خوفاً عَليَّ أَن أطير كالشهب بعدما وجدتني.
نَظَرَتْ إليَّ عينيها السَّوداوَين اللتينَ رَسَمَتهما مُخيلتي .
أنا عمري صِفْرٌ وَلَم أوْلَد بَعْد.
رَمَقَتْني بِغَرابَة ثم اندَثَرت مِن بَين نواجزها حَبّاتٌ مِن لُؤلؤٍ بأوتارِها
ونَغَماتِها الصَّوتية قائلة : كَيفَ ذاك!!!
ومتى تُولَدُ اذاً؟!
حين أموت سَأولد، فالوِلادة الحقيقية ومَخاضي عِندَ مَوتى وانتقالي إلى جانِبِكِ لأجالسَ روحَكِ وجسدكِ وأُسقيها قُبُلاتٌ تروي عَطَشِي وشوقي إليكِ
أحبكِ