يعتبر الخــذلان إحساساً عميقاً ومؤلماً يضم مشاعر داخلية مزعجة تلحق بصاحبه , كخيبة الأمل , والإحباط الشديد ؛ والذي قد ينجم عن التعرض للمعاناة والأذى النفسي .
فقد يمر الإنسان بلحظات لا دخل له فيها , أمور يصعب عليه فهمها , تسبب له نوعاً من الاحباط المفاجئ , ويتذفر من الحياة والحظ , ويعيش في مكعب كونته أفكاره , شكلته تطلعاته , فيظل فيه محبوساً لا يتقدم ولا يتأخر , لا يتكلم ولا يحلم , هذه الأمور ظلت صعبة على العامة فهمها .
فالخذلان مؤلم حين يشبعنا حد الوجع , حد الانتهاء من كل شيء لا نحتاج إلا أن نسمع له , نسمع صوت ذلك الذي سبب حقنة الألم داخلنا , صوته مازال يدوي لأنك لن تنسِ .
إن الخــذلان من أصعب المواقف التي تمر في حياة الإنسان والتي تنعكس عليها العديد من الآثار السلبية المؤلمة , فمن وهبناهم قلوبنا وأرواحنا قدمولنا الغدر والخيانة , من جعلناهم سندنا وقوتنا غدروا بنا ؛ فانكسرت قلوبنا وضعفت أجسادناً , لم نتوقع هذا منهم , فقد قدمنا لهم كل ما نملك من أجلهم ولكنهم خذلولنا , خيبتنا بهم لا يمكن وصفها فقد قابلوا كل هذا القدر من الحب بالأذى والقسوة . و كي لا نسمح للخذلان بالتسرب إلينا ؛ علينا ألا نرفع سقف توقعاتنا بأحد , فلا يوجد أحد مضمون في هذه الدنيا ؛ فحتى قلوبنا التي هي لنا ستخذلنا يوماً ما ويتوقف عن النبض . لكنه لا تعني توقف الحياة وانتهائها , فالحياة مليئة بالعقبات والمواقف التي وإن سببت له الألم والأذى فهي تقويه وتزيد من رصيد خبرته , وتجعله يُحسن الظن والاختيار , خاصة عندما تمنحه درساً قاسياً ينير بصيرته , ويفتح له عين الحقيقة ؛ ليراها بوضوح , فتجبره على التعامل بحذر أكبر في المرات التالية .
وهناك عدة أمور ينبغي اتباعها لتجاوز مشاعر الخذلان وخيبة الأمل ومنها :
- التعبير عن المشاعر بواقعية بعيداً عن الوهم وذلك عن طريق طلب النصح والتحدث مع صديق موثوق , والكتابة وتدوين المشاعر , ومقارنة الموقف الحالي بموقف أصعب وأشد .
- قطع الاتصال بالشخص المتسبب بمشاعر الخذلان .
- تقبل الحزن والغضب والتصالح مع الذات .
- التمسك بالأمل ومواصلة الحلم والبحث عن أهداف جديدة .
- التعامل مع المواقف والأشخاص مستقبلاً بوعي ونضج .
وفي النهاية فكل الشدائد التي تواجهك في الحياة ستزيد من عزيمتك وقوة تفكيرك وستجعل منك شخصية نادرة حكيمة , فما كانت الحكمة لتدخل قلب رجل لم يعاني الآلام والهموم ويصبر , وما كانت الهموم والأوجاع إلا لتظهر لمعان معدنك , وبعد الصبر والشكر سترى الفرق بوضوح , واعلم أنه بعد كل محنة من محن الحياة مِنَح وعطايا . فاعتمد على نفسك لتجاوز كل ما يقابلك ولكي تحقق أهدافك وأحلامك حتى لا يلحق بك الخذلان من أي شخص قريب كان أو غريب .
التعليقات 1
1 ping
عبدالرحمن منشي
26/12/2020 في 7:45 ص[3] رابط التعليق
السلام عليكم ورحمة الله
مقال رائع من الكاتبة يحاكي بعض من واقعنا وقد يكون بلسماً لبعض الأجراح وانا اقول مضافاً لبعض الشي.
خذلوني أولئك الذين ظننت الحياة معهم ستكون أفضل، فليتهم اصطفوا أمامي ولم يصطفوا خلفي ليتقاسموا ظهري بخناجر غدرهم المسمومة، تركت لهم ظلي ورحلت، لأنني لا أحمل رغبة الانتقام من أحد، والأيام كفيلة برد اعتباري وحسبي الله ونعم الوكيل.