عبدالرحمن منشي
الأبوّة كنز لا يفنى، فمن الأب يستمدّ الأولاد زادهم لمواجهة الحياة، وكما يحتاج الإبن لأبيه ليصبح رجلًا، يحتاج الوالد ابنًا يُشعره بأنّه رجل، فالرجل يتمنّى أن ينجب ولدًا يشعره بالاستمرارية والنجاح.
فأعتقد الذي يتجرأ على والديه بمناقشة حادة بعد تربيتهم هي الصحبة السيّئة قد تؤثر على الابن فتكون وسيلة لتعليمه أخلاق غير حميدة، ومنها إيذاء الوالدين وعقوقهم.
وسبحان الله يتجاهل البعض منهم بعدم الاهتمام بمشاعر الوالدين فالابن والابنة لم يُجرّبوا شعور الأبوّة أو الأمومة، وبالتالي لا يشعرون بما يصيب آباءهم عندما يُغضبوهم بمناقشة جافة قد يلوم البعض منهم والديهم ويعاتبوهم على كذا وكذا؟
رويداً ايها الإبن أوالإبنة الآتعرفون تناقشون من؟ الآتخافون أن ينطبق عليكم (فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولًا كَريمًا) فقد نهى سبحانه عن عقوقهم ولو بالكلام القليل الذي قد لا يلقي له الأبناء بالاً، ولاتنسى ياإبني وإبنتي الغالين أمر الله سبحانه ببر الوالدين وعظّم شأن ذلك فنجد أنه قرن الأمر بتوحيده وعبادته في كتابه الكريم ببر الوالدين، وجعل شكر الوالدين مقرونا بشكره كذلك، قال تعالى: (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ).
ألم تفكر أو يخطر على بالك قد تتسبب جرح غائر في نفسية الأبوين يصعب علاجه بسهولة، فالأبوان عندما يكبران في السن يصبحان أكثر حساسية، لذا تجدهما يشعران من تجاهل الأبناء أو إدخالهم في مشاكلهم الخاصة، وذلك لأنهما لا يتحملان رؤية أبنائهما يتألمون أو يعانون من بعض الأمور في حياتهم.
والمؤلم أن بعض الأبناء يزيدون هموم الوالدين بمشاكلهم الصغيرة التي يستطيعون حلها بأنفسهم، فتنعكس بالنسبة للوالدين هموماً تتراكم في قلوبهم، تشعرهم بالقلق والألم النفسي والجسدي، والبعض الآخر لا يكلف نفسه بمساعدة الأم حتى في أعمال البيت ولا حتى الجلوس معها قلباً وقالباً للاطمئنان عليها، بل يتواجدون وهم في قمة الانشغال بالهواتف الذكية، فتشعر الأم بالضيق والحسرة لأنها لم تعد محط اهتمام الأبناء فأقول الآ تعرف هذا بحد ذاته عقوق.
فيا أيها الأبناء إفهمو الدرس جيداً الوالدان تعِبا وتحملا الكثير في شبابهما من أجلكم وحرما أنفسهما من الراحة ليشاهدونكم سعداء، آن الأوان أن نسعدهما ليرتاحا ولنجعل همومنا وأعمالنا وأبنائنا مسؤوليتنا، وليست مسؤوليتهما.
لنحرص على أن يعيشا في هدوء في كبرهما ولنسعدهما كما أسعدانا في صغرنا، وبذلك نكون قد ضمنا بإذن الله تعالى باباً من أبواب الجنة. فحرِيّ بالولد أن يسعى سعيه في برّ والديه فيحسن إليهما، ويخفض الجناح لهما ويصغي إلى حديثهما، ويتودّد لهما بكل ما يستطيع من برّ وصلة، ويتجنّب كل ما يفضي إلى العقوق والتكدير.
*همسة*
الأب يستطيع العناية بعشرة أبناء، لكن عشرة أبناء لا يستطيعون العناية بأب واحد.
التعليقات 4
4 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
أبو نواف
31/03/2022 في 6:20 ص[3] رابط التعليق
جزاك الله خير ياأبا ياسر
ابوالبراء
31/03/2022 في 7:15 ص[3] رابط التعليق
جزاك الله خيرا
موضوع رائع وجميل جدا ومفيد
أنور الأحمدي
31/03/2022 في 7:31 ص[3] رابط التعليق
رائع و متألق يا أبا ياسر ! جزيت خيراً، و رزقت بِراً ..
ابو عبدالعزيز
31/03/2022 في 2:58 م[3] رابط التعليق
جزاك الله خير يا ابوياسر موضوع مهم وأحوج ما يكون له الابناء هذا الزمن