الكاتب : عبدالرحمن منشي
من بين أفراد كل مجتمع قلة تسعى بالنميمة للوقيعة بين الأفراد، وهذا أمر مذموم لما فيه من عداوة وبغضاء بين الناس، فما بالك بهؤلاء «النمامين» الذين يسعون للوقيعة بن اخوين صديقين فيا داخل بين (البصلة وقشرتها ماتشم غير ريحتها) ، فسبحان الله تعددت الاساليب والهدف واحد، وتعددت الوجوه والمنبع واحد، اتخذوا اشكالا متنوعة وطرقوا ابوابا متعددة لعلهم يصلون لمبتغاهم ولن يصلوا ابدا لتحقيق أُمنياتهم.
فأقول وواصفاً لهم، مابين الغيمة وعدم ظهور ووضوح الرؤية تجده بارعا وماهراً في الصيد في الماء العكر، فذلك عضو وفرد فاسد لا يصلح العيش أو التعايش معه تحت أي ظرف من ظروف الحياة.
فيا ناشر السر وناشر الكلام هدفك واضح هو حدوث وقيعة وفضح خصوصيات الأشخاص على الملأ، بتداولك رسائل صوتية عبر مواقع التواصل الاجتماعي دون إذن أصحابها.
وأخيراً : فيا من نقلت الكلام أو التسجيل الصوتي الإنسان المؤمن مطالب شرعًا بأن يحافظ على الأسرار، سواء كانت أسرار بيته، أو أسرار الناس، وأنه إن اطلع على سر أو أسر إليه إنسان بسر فلا يجوز له أن يفشي هذا السر وأن يفضح صاحبه، مشيراً إلى أنه مع الأسف أصبح حفظ السر نادراً عند البعض والأصل في بعضهم هو النشر والبلبلة والفضح بل ربما يفرح الكثير بأي عنوان أو مقطع أو لقاء يصدر بكلمة فضيحة، فالواجب على الجميع معرفة خلق حفظ السر وأن هذا من الأمانة، وذم من يفشي الأسرار وتنبيهه وعدم التعاون معه أو تزويده بالأسرار والتحذير منه، كما أن على المسلم أن يضع نفسه مكان من انتشر سره وفضح كيف سيكون موقفه؟، وعلينا وخصوصاً في وسائل التواصل الحديثة التي ساعدت على نشر فضائح الناس أن نكون ممن يسهم في كبت هذه الفضائح وعدم نشر الأسرار، وعلى الجميع مراقبة الله تعالى في كل أموره. فيجب على الإنسان أن يحبس نفسه على كتمان أسرار الناس، وعدم إفشائها، وعدم نقل ما يدور في المجالس من حديث، فكم كانت سبباً في شتات الأسر والتفريق بين الزوجين والأخوين والصديقين، بل قد تصل إلى التفريق بين الأب وابنه، فهذه السلوكيات المشينة خيانة وغدر وعدم وفاء بالوعد قال رسول الله صل الله عليه وسلم (لا إيمان لمن لا أمانة له، ولادين لمن لا عهد له)
*همسة*
كن للأمانة راعيا لا للخيانة تستكين
حتى ولو سرا فكن للسـر حافظه الأمين
الناس تعجب بالذي قد صانها في كل حين
وتبجل الشخص الذي لم يفش سرا لايين
والخائنون لهم حساب
أما الأمين هو الذي دوماً يفضـله الصحآب
التعليقات 3
3 pings
عمرو حسني
27/01/2023 في 3:18 ص[3] رابط التعليق
فعلا
وسائل التواصل الاجتماعي والسوشيل ميديا اصبحت وسائل خطيره للنميمة وعدم الامانه ونشر اكاذيب ولابد من الحظر
سعيد العمودي
28/01/2023 في 2:00 م[3] رابط التعليق
كل علمٍ ليس في القرطاسِ ضاع
وكل سرٍّ جاوز الاثنين شاع
بارك الله فيك استاذنا وكاتبنا عبدالرحمن منشي على تناول موضوع السر .
السر الذي لم يعد سراً أنه سر ، بل اصبح محطّماً بآلة الإفشاء المدمرة . هذه الآلة هي السِنَةُ الوشاة والمغرضين الساعين بين الناس بالنميمة والفتنة . وفقك الله
ايمن احمد عطرجي
27/01/2023 في 7:01 م[3] رابط التعليق
مقال رائع ولاكن للأسف خصال سائدة في المجتمع الان نسأل الله السلامة من ذلك