الكاتب: حسان قاضي
بعد مجد قصص الحب الخالدة القديمة أصبحنا نعيش روايةً جديدةً من نوع آخر للحب، رواية ناقصة ينقصها أهم ركن وهو الحب ذاته، لست ناقماً على العصر الحديث وأدواته المتقدمة بل ناقداً لإساءة استخدامها.
الحب فطرة الإنسان السوي ومن أركانه الديمومة، إن طال الفراق أو قصر أو حتى إن قطعت حبال الوصل ظل خالداً أبد الدهر، وفي المقابل الإنسان مفطور على الحب وهو كائن محب بطبعه يتعلّق حتى بأغراضه الشخصية الصغيرة أو عاداته القصيرة منها والطويلة، عند بعضنا أصبحت أغلى لديه من أحبابه من البشر فأورث ذلك الأنانية وحب الذات والفردية بشكل لم يحدث من قبل.
"مالكم بالطويلة" أصبحنا في زمن السرعة نعيش ثقافة التخلي بلا أسباب وبكبسة زر تساهلنا بإفلات أيدي الأحباب، تدعمنا في ذلك التقنيات الحديثة التي بدل أن نستخدمها للتواصل وتقريب المسافات بين القلوب، أصبحت حاجزاً صلباً لا يذوب فغدت قصص الصداقة والحب منسيّة قبل أن تبدأ، صارت كقصص السناب شات تطوى فور مغادرتنا إياها وسرعان ما تختفي تماماً كأن لم تكن.
إنسانيتنا أساسها المشاعر والشعور بالآخرين والتأثر بأحوالهم من فرح وحزن وفقر وغنى وخلافه، أخشى ما أخشاه أن تتحول هذه الإنسانية إلى قصة منشور الفيسبوك نمر به مرور الكرام لنسجل الإعجابات والمجاملات ثم يبقى الأثر معلقاً داخل الصدر، فلا كسبنا أنفسنا ولا تراحمنا فيما بيننا وخففنا الألم بدلاً من توثيقه لكسب مادي عاجل أو آجل أو حتى معنويٍ زائفٍ وزائل.
نسأل إن أحيانا الله مستقبلاً ألا يرينا المزيد من استخدامات أخرى لتخدير الإنسانية وتغليف وتنميق العواطف والمشاعر، بغرض زيادة عدد المتابعين والإعجابات لحاقاً بوباء الشهرة الذي كالسرطان استشرى!!
التعليقات 1
1 pings
Mohammad
06/05/2023 في 7:02 ص[3] رابط التعليق
شكراً اخي حسان على كلماتك النيره واسعد بتواجدك في سنابي لكي نبقى بالوصل اجمل ونعكس بعضاً من القواعد .
Snap: Mq-1051