الكاتب : عبدالرحمن منشي
حياتنا العصرية الآن أصبحت، ملتهية بكثرة وبسبب أعباء العمل والجهد والتعب والبحث عن لقمة العيش وهذا حق مشروع، ولكن تركنا البحث عن المشاعر.. وقد لا يقدر البعض قيمة زوجاتهم وما يقدمنه من تضحيات لانهم يعتبرون ذلك امرا مفروضا وطبيعيا ،ولا يشعرون بقيمة هذه التضحيات الا عندما يفقدونهم، لاي سبب من مسببات الحياة.
فأقول بعض الناس يخربون بيوتهم بأيديهم لانهم لم يشعروا بالنعمة التي هم فيها، وقس على ذلك في الحياة من أمثلة كثيرة، واكثر من ضرها هو التقليد الأعمى، يوسوس له من شياطين الإنس دعك من أم العيال العجوز وشوف الأفضل والأجمل، وانا اقول لامانع ولكن قارن وشوف اين تقع راحتك التامة من الإعراب... فأقول مثال ذلك :الزوج يرى زوجته تعمل امام عينيه ليل نهار من اجل إسعاده وإسعاد أبنائه، لكنه لا يشعر المسكين، بقيمتها وأهميتها إلا إذا نبهُه الآخرون وامتدحوها أمامه، او تزوج بأخرى فيعرف محاسن زوجته الاولى التي لم يكن يرى محاسنها من قبل. وغالبا ما يندم البعض على ردود افعالهم هذه، سبحان الله
كثير من الازواج إلا من رحم ربي، لا يشعرون بقيمة زوجاتهم الا بعد ماغدر بها بطلاق يخص مابداخله وبرفسه للنعمة التي كان فيها.
فبعد أن كانت زوجته نعم الزوجة والأم المربية الحنونة وطلعت رجال الكل يشهد لهم،و تقف الى جانبه والى جانب ابنائه،وهو بنفسه كان يقول أم عيالي، تضحي بوقتها وصحتها من اجل اسعادنا وبجمالها الذي ينعكس بترتيب بيتها والاهتمام بجمال ابنائها وبيتها، وكان همها الوحيد ارضاؤنا وسعادتنا هذا قوله.
ولكن الآن ننظر لبعض الناس كيف ببحث عن قلة الراحة من بعد راحة.
بدأ يفكر بالحياة العصرية وببنات السوشل ميديا وبصراحة سيطر الشيطان على عقله فتأثر بموضة العصر وبسيداته، وبدأ السيد يقارن بين جمال نساء القنوات الفضائىة وبين زوجته التي كان همها الاول والاخير الاهتمام به وأبنائه، وتعمل ليلاً نهارا من دون كلل..ولكن رمى كل ذلك عرض الحائط، وفكر في الزواج ببنات الموضة انا لا اُحرم زواج الثانية ولكن تفهم وتفكر بالنعم التي انت فيها ولم تقصر معك؟ كلمه احد أصدقائه برغبته بالزواج من بنات العصر كما يقولون رد عليه صديقه "خاف ربك زوجتك أم فلان لا تعوض" ولكن للأسف يلي في رأسه شئ بفعله، فكان له مااراد تزوج بامرأة اخرى كانت على الموضة، واشترطت كذلك تطليق زوجته الاولى وكان لها ذلك وجاتك يامهنا على ماتمنى وبسرعة البرق طلق الاولى وهي المغلوبة على أمرها لاتدري ولا بأي سبب
ولكن "وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ"
وبعد الهنا بسنة بدأ يفيق عريس العصر
شيئًا ما، سبحان الله
زوجتة الجديدة لاهية بين عملها خارج المنزل والاهتمام بالزيارات والصديقات والذهاب الى الصالونات والمولات وهذه اهتماماتها..بالكشخة والمظهر.هنا لاساعة مندم، بدأ الندم يأكل قلبه..ويتحسر فاين الزوجة التي كانت تسأل عني وعن حالي وماذا اريد وماذا احب وبمجرد إشارة مني تفهمني؟ تدعو لي بطول العمر عندما أُلبي لها متطلبات البيت من مقاضي حين ادخل بها وتسهر على راحتي اذا مرضت؟
إذاً كل هذا تبدل وتبدد من اجل الشكل الذي بحثت عنه، فأقول له، كنت تبحث عن امرأة عصرية لكن بدون شماته، وجدت شكلا مزيفا صنعته التكنولوجيا الحديثة وضيعت منك زوجة الروح فألان أستريح وأركب بساط الريح.
وكذلك الحال مع الصديق الوفي الذي كان بالامس مخزن اسرارنا، فلا نشعر بأهميته الا بعد ان نجرب الاخرين، بعد غيابه او ابتعاده لاي ظرف. اذاً لماذا لا نشعر بقيمة الاشخاص الا متأخرين؟ ولماذا نندم جميعا على عدم تقدير قيمة رأي انسان قريب لناقدم لنا النصح لأجل حياتنا؟ وفي الاخير نعين الشيطان ونركب يلى في رأسنا، إذاً أصبح الحجر من الارض والدم من رأسك.
*همسة*
دع الندامة لا يذهب بك الندم
فلست أول من زلت به قدم
هي المقادير والأحكام جارية
وللمهيمن في أحكامه حِكمُ
خفِّض عليك فما حالٌ بباقية
هيهات لا نعمٌ تبقى ولا نقم
قد كنت بالأمس في عز ونعمة
حيث السرور وصفوا العيش والنعم
واليوم أنتَ بدار الذلِّ مُمتهنٌ
صفرُ اليدين فلا بأسٌ ولا كرمُ