فاجعة أن تؤتى من حيث مأمنك، أن تلدغ من جحر مرة ومرتين وثلاثا، وأكثر ومن بيده القرار لا يتحرك، كارثة أن يرتهن حد بأكمله من حفنة لا ذمة لها ولا ضمير،أن تذهب أسرة أن تناد أحلام أن تجتث آمال ، أن يظل الوضع على ما هو عليه.
رحمك الله يا مسعود بن يحيى ومن لفظ أنفاسه معك من عائلتك، وشفى الله المصابين من بقية آلك، وأحسن العزاء فيكم، وأعظم الأجر والثواب لمن خلفكم من إخوة وأقارب وعشيرة وقبيلة وشعب، والموت حق لا ريب فيه، لكن أن يتعاقب هلاكنا علي مرأى ومسمع قبائل يمنية حدودية ذهبت إليها الأقوات وناقلات المأكل والمشرب من لدنا وربما البعض منا يفتقد أو يصعب عليه جلب كيس من الدقيق دون حراك منها فتلك مصيبة، أن تسهم أيدي التهريب ممن اجتمعوا من أبناءالحد
والمجاورين
على نقل البربري والقات عبر الحدود فأخذوا وأعطوا مع قطاع طرق وضلال سبيل دينهم المال، وعدوهم الحلال، وصفاتهم سيئ الخلال ونراهم يذهبون ويروحون آمنين بل وقد تمهد لهم الطرقات من قبل من باعوا ضمائرهم ورهنوا ذممهم فالمصيبة أعظم.
إننا أمام طوفان وأفاع لا أمان منها إلا بجز رؤوسها، وحبس أنفاسها حتى تعرف الحق، وتدرك الخطأ، لن تنفعنا الدموع ونحن نقدم قرابين التضحيات مرة من أعمار أبنائنا المرابطين على الحدود، وأخرى من فلذات أكبادنا ممن غرر بهم أرباب السوابق ونحل التهريب والتخريب، وتارة ثالثة من الآمنين كحادثة الأمس وما سبقها في دفا وعفرة وما سواهما من المواقع.
إن السجون تكاد تمتلئ من أبناء المحافظات الجبلية الحدودية والأحكام
بين قصاص وتعزير وسجن طويل الأمد والعدد لا يزال في تصاعد فمتى سنصحو ؟! ومتى ستتحرك فينا الرجولة، وتدب في أوصالنا الحماسة ورعشة الإيمان والنخوة؟ أبعد أن تفجر مساجدنا ومدارسنا سنقول: قف أيها المهرب المخرب البائع الشاري في لحمنا ودمنا وذممنا؟!
إن مغادرة الحد أمر لا مفر منه، وتحويل المنطقة إلى خط نار لا يعرف قريبا ولا بعيدا فيه سلامة
أفرادنا وصلاح أحوالنا، ومن أراد الوفادة عبر الطرق الرسمية فالأبواب مشرعة والمنافذ معروفة، أما ما سواها فقد جاءنا النذير،ولا رحم الله قتيلا بعد نذير،والله المستعان.