في الأيام الأخيرة لم يكن هناك حديث للمجتمع المحلي في كل وسائل التواصل الاجتماعي يعلو على الحديث عن هاشتاق # كوني حرة ومادار حوله من أخذ ورد وسب وشتم وقذف لمن يقف خلف هذا الهاشتاق . وقبل الاسهاب في الحديث عن هذا الأمر أحب أن أوضح لكل من يقرأ كلامي هذا أني أحد أفراد هذا المجتمع المتدين المحافظ وأن حديثي عن هذا الأمر ليس دفاعا عنه أو دفاعا عن من قام به .
طوال هذه الأيام كنت وغيري الكثير نشاهد كل ماينشر حول هذا الهاشتاق والقناة الفضائية التي تقف خلفه . شجب واستنكار وإدانة لهذا الأمر حتى أنه خيل لنا أن هذا الهاشتاق وهذه القناة هم السبب الوحيد فيما يعانيه مجتمعنا المحلي من أفعال وأقوال سيئة دخيلة علينا تهدد أبنائنا وبناتنا وتدعوهم للإنحلال الأخلاقي والتمرد على أمور الدين والعادات والتقاليد التي تربينا عليها . تنقلت بين وسيلة وأخرى من وسائل التواصل الاجتماعي أقرأ وأشاهد مايتم نشره حول هذا الموضوع ورغم سعادتي وأنا أرى هذا الغضب والاعتراض على مثل هذا الأمر إلا أنني حزنت أكثر أننا أصبحنا سلاحا في يد البعض يتم توجيهه حسب مصلحة وأهداف تريد هذه الفئة تحقيقها من خلال أفراد المجتمع .
الكثير منا يعلم أن الهجوم مثلا على هذه القناة صاحبة الهاشتاق ليس وليد اليوم إنما هو هجوم مستمر منذ ثلاث سنوات أو أكثر والسؤال الذي يفرض نفسه لماذا لم نسمع أو نشاهد هذا الهجوم قبل هذه السنوات خاصة وأن هذه القناة منذ عرفناها كان هناك الكثير مما تقدمه يتعارض مع بعض أمور الدين والعادات والتقاليد في مجتمعنا . فهل يعقل أننا لم ندرك أنها سيئة إلا في السنوات الأخيرة أم هناك من يريدنا أن نراها سيئة عندما يريد ذلك . كنت أتمنى من كل قلبي أن هذه الهجمة الشرسة وجهت لجميع القنوات الفضائية الأخرى التي تقدم نفس ماتقدمه هذه القناة وحتى إن كانت الحجة لهذا الأمر أنها قناة محسوبة علينا لأن مالكها سعودي الجنسية فهناك قنوات فضائية أخرى محسوبة علينا لم يتحدث عنها أحد والأدهى والأمر أن هناك قنوات أخرى جعلت الدين لباسا لها بينما هي في حقيقة الأمر تتاجر بهذا الدين وأعتقد جازما أنها الأولى بالهجوم لأنها تمس الدين مباشرة .
خاتمة :
هناك بعض الأمور السيئة نحاربها ونريد أن نميتها في مهدها لكننا ودون أن نشعر نساعد في رعايتها وإيصالها للجميع ونجعلها عنوانا رئيسيا بعد أن كانت مهمشة .