أمل الغامدي
دوّامة العالم الإفتراضي أعمق من المتوقع، فقد أصبحت تحمل القضايا في جولة عبر وسائل التواصل بلا قانون ولا منطق، مجرد فديو يتم تصويره من مجهول ليأخذ العقول في تفاعل يخلو غالباً من الوعي، ومعرفة الحقائق ووجود أدلة واضحة، ومايلبث الشعب بكل وسائل التواصل يُبدي قراره نحو شيء لا يعلمه، وقد يسمى ذلك إثارة الرأي العام .
إن كانت قضية هادفة تفيد وتدفع نحو التقدم والمنفعة فلا بأس، أما إن كانت فضيحة فمن وجهة نظري قبل أن يحاسب الشخص في الفيديو، يجب أن يُحاسب المصور ومن نشر، أصبحنا نثير قضية من فيديو عِلْمنا به مانراه، والأدهى من ذلك أصبح البعض يلجأ لوسائل التواصل ليحصل على حقوقه .
إن التفاعل مع القضايا والفضائح لابد أن يكون بوعي كافٍ، كي لانؤذي أحد أو نتسبب بكراهية المجتمع له، بكل بساطة البعض كطنين النحل لا يصنع عسلاً لكن يثير ضجيجاً ، القانون العادل أن من يرى شيئاً غير مقبول ،إما أن يستره ويكتفي بنصحه، أو يصور في سرية ويتوجه للجهات المختصة وهي تقرر مايناسبه من عقوبة .
أما الفضيحة فهي ليست خُلقٌ شريف، وينْفُذ منها الجهل، كما أنه يصعُب محوها، وفي كل قضايا الحياة من يرفع صوته ليُسمع الناس أنه على حق فهو ضعيف يصطنع القوة، لا ينبغي علينا المشاركة في النشر قبل دراسة الفائدة والأخذ بالعقل والمنطق في ظل الخُلق النبيل.