نورة مروعي عسيري
عندما تتجول في طرقات وطن وتجده يتوشح الأخضر بكل فئاته العمرية فاعلم انك في السعوية انه لون الحياه لون الطبيعة لون البهجة التي تدخل على النفس السرور والسعادة .
وطني هو أمة في دينه وثقافته وعاداته وتقاليده فلا نعترف بغير حدوده وطناً لنا فحب الوطن طبيعة وفطرة يجبل الإنسان عليها بمفهومها العاطفي .
هذه العاطفة التي يمكن أن تختزل في نظرة طفل برئية يرتدي اللون الأخضر ويعبر عن سعادته وفرحته به وهو لايعرف حدود هذا الوطن ولم يتسنى له ذلك لصغر سنه ولكنه يردد اسم " مليكه ووطنه ونشيده " بمشاعر صادقة تسعد المحيطين به فترسم سعادته ابتسامة صادقة تستوقف كل من حوله .
وآخر يرتدي زي رجال الأمن ويرى فيهم ابطاله وقدوته ويقلد كل حركاتهم ويقتنع تماماً بأن هؤلاء الرجال هم من يحمونه من الأشرار ويحمون وطنه من الأعداء بل ويتمنى أن يكون معهم عندما يكبر .
وآخر يردد إسم والدنا " سلمان " ولم يسأل في يوم من الأيام لماذا يقول له " بابا " سلمان " وآخر يتغنى برؤية 2030 م ويحمل شعارها في اداوته المدرسية ولايعرف تفاصيلها ولكنه مؤمن في داخله بأن هذه الرؤية تحمل مستقبل واعد له .
شوارعنا التي ازدحمت بالسيارات وهي تحمل شعارات وصور قيادتنا ورموزنا الوطنية لم تأت من فراغ ولم تكن وليدة اللحظة وانما هي إرث نشأنا وتربينا عليه قصة عشق يسجلها التاريخ لتكون شاهد عيان لمجد آباء يعتز به الأبناء .
هي امتداد لحقب زمنية بالحب والوفاء العطاء المتبادل في وجدان كل مواطن سعودي لا يقبل أن يكون أداة يعبث بها حاسد أو شيطان فاسد أو خائن جاحد .
لم تكن احتفالات الشعب السعودي لذكرى اليوم الوطني السابع والثمانون احتفالات عادية بل كانت احتفالات اسطورية واحتفل الوطن بكل فئاته وقطاعاته .
استطاع النواطن السعودي خلال الأيام الماضية والسابقة للإحتفال أن يضع عنوناً عريضاً يربك حسادهم ويقض مضجعهم .
أي شعب هذا وأي ولاء وأي التفاف ولحمة وطنية عجزت اجهزة وقنوات الرصد والاعلام العالمية مواكبتها جعلت كل المحلليين يسلمون بأن الشعب السعودي هو الرقم الأصعب بين الشعوب ومن الصعب اختراقه بأي وسيلة كانت فمستوى الوعي كبير جداً والشعور بالمسؤولية عالي جداً والاحترم لكل من يمثل الأمن والأمان ويقوم بمهمته على حدود الوطن وداخله في قلب كل مواطن سعودي في جميع المناسبات لاتغيب مشاعر الوفاء عنهم ولا تتوقف الإلسنة بالدعاء لهم بالثبات والنصر والتمكين .
وستظل المملكة العربية السعودية رمزاً للوحدة الوطنية يخلده التاريخ فهو صمام الأمان ومركز الثقل الديني والسياسي في العالم .