عزيزة المطيري
حين تنغمس ريشة الفنان بالحب تنتج لنا قصص حب وحنين وحزن تظهر ملامحها في لوحات تمتزج فيها المشاعر مع الألوان والخامات المختلفة، فيكون النتاج حالات خاصة، تعبر عنها كل لوحة فنية، ويظهر الفكر المتفرد، والرؤية المتميزة في ارتباط عناصر الجمال ببعضهاالبعض تلقائياً، فنرى لوحات مملوءة بالانفعالات، وتصميمات فنية تضخ بالابتكار والأصالة والتميز .
الفن هو مرآة الروح يعكس تلقائيا مابداخل كل شخص موهوب ويوصله للابداع ، ولا يقف الرسم عند اللوحة والفرشاة بالنسبة لهم بل تزدهر اللوحة وتأخذ منحى آخر لها لون الفرح ، تماما مثلما هو حال الشاعر، فاللوحة قصيدة مرسومة، وفي حياة كل فنان تشكيلي حكاية حب تركت بصماتها على مساحات اللوحة .
انها ليست المشاعر التي ينقلها الأديب أو المسرحي أو الموسيقي أو الشاعر، انها مشاعر لها لون خاص لأنها تتعلق بمعاني الأشكال التي نظم بها الفنان التشكيلي أعماله الفنية، فهي لغته التي يعبر بها، وتتعلق بعلاقاته بتلك الاشكال بعضها ببعض، حينما تتألف في وحدة معبرة تحمل مشاعر الفنان، تلك اللغة الصامته، التي تترسب الي قاع النفس وتبقى، حتى يثيرها إحساس عابر .
هذا العمل الاخاذ يسمى الفن التشكيلي الذي يؤخذ من الواقع الطبيعي ، حيث يتمّ صياغته بطريقة جديدة ، أي يتمّ تشكيله بشكل جديد ومختلف عمّا هو في الطبيعة ، فلذلك يطلق عليه اسم ( تشكيل ) ، حسب رؤية هذا الفنان الذي يقوم بأخذ أفكاره والمفردات التي يودّ تشكيلها من جديد من المحيط الذي يعيشه ، ووفق نهجه الخاص .