نلجأ للصمت حين تقف الكلمات عاجزة عن التعبير، ولكن أﻻ تعلم أن الصمت حكمة وسلاح فتاك وهو يمنحك طاقة قوية للتفكير بعمق والتركيز بعقلانية على إجابتك، وهو أيضاً يجعلك تسيطر على من أمامك من خلال نظرات محملة بمعان غير منطوقة تحيرهم، والصمت المصحوب ببعض الحركات واﻹيماءات يرغم من أمامك البوح بما في داخله، وهو يولد لدى اﻵخرين شعورا بالغيظ الشديد ﻷنهم يعتبرونه هجوماً مستترا فتكون اﻷقوى من دون كلام وﻻتعب، وهو يفيد في المواقف الصعبة ﻷنه يولد اﻹحترام بعكس الصراع والجدل الذي يولد التنافر والحقد، وأكثر مايستفيده الشخص من الصمت تعلم حسن اﻹستماع ويجدر القول أن ماﻻيعرفه البعض أن للصمت خمس أنواع وهي:
عندما ﻻتقتنع بكلام الشخص الذي أمامك خاصة اﻷكبر سنا يكون الصمت إحتراما.
وعندما يتجاهلك عزيز ليلتفت ﻷولويات أخرى يكون الصمت ألما.
وعندما يجرحك شخص وتذهب وتبكي بمفردك يكون الصمت قهرا.
وعندما تشعر بأن قلبك أصبح ضعيفا ﻻيتحمل اﻷلم يكون الصمت اختناقا.
وعندما يتلفظ الذي أمامك بكلمات جارحة يكون الصمت قوة.
وقد قيل في الصمت:
وإذا بليت بجاهل متغافل..يدعو المحال من اﻷمور صوابا
أوليته مني السكوت وربما..كان السكوت عن الجواب جوابا
وقيل أيضاً:
فلا تكثرن القول في غير وقته..وأدمن على الصمت المزين للعقل
يموت الفتى في عثرة لسانه..وليس يموت المرء من عثرة الرجل
ويظل الصمت سمة الحكماء وذوي العقول الراشدة.. وفي الصمت صدق منافع ولغة يجهلها من تكلم.