الكاتب : رامي المولد
في تلك الليلة هممتُ للمبيت لديها فقد غالبني النعاس والليل خيم أستاره ، وفي الصباح الباكر ايقظني صوت الماعز الذي يجول بالجوار ، فا إذا بها تدخل حاملتً بين يديها ذلك القدح القديم وقالت اشرب من حليب الماعز فليس لدي سواه .
جلست أمامي وقالت لن اطيل عليك الحديث يابني، فكما فعلت بأم زوجي فعلت بي زوجة أبني فرحلة مكايدها كانت طويله ، وفي ذات يوم بتلك الليلة الحالكة السواد حادثني أبني وبكل قسوة قلب وجبروت أنه ليس لي مكانً بينهم وأنه يكرهني بسبب أني اكره زوجته واعاملها بقسوة فهو لم يراء منها إلا طيبة القلب ولم ترفض له طلباً فقد جعلته ملك بأموالها ، حينها علمت أنها تملكت على عقله وتفكيره وغرست سموم الشيطان بقلبه ، لا اخفيك أمراً فقد تؤسلته مراراً أن يتركني اعيش معه ولن يسمع لي صوتً وبكيت تحت أقدامه لكي يرحمني إلا أنه رفس بطناً حملتهُ تسعة اشهر وحملني كرهاً واركبني مع سائقها وقال اذهب بها حيث أمرتك ، سار بي سائقها لساعات طوال وفي طُرقً لا اعرفها إلى أن وصل بي إلى هذا البيت المتهالك فانزلني السائق وقال : أنا عبداً مأمور ياخاله وقد شريت لكي من حر مالي هذه الماعز ولو علم أبنك لاقطع رزقي ولو استطيع لاخذتكي معي ولكني لا استطيع فسامحيني واطلبي الهداية لإبنك، ومنذ ذلك الحين وأنا أسكن هنا مع هذه الماعز لا أعرف أين أنا ، فقط أنتظر رحمة الرب أن ينتزع ملك الموت روحي .
بدأت تبكي بحرقة قلب ندماً على مافعلت بصباها وقالت: أحذر كل الحذر أن تظلم احداً فالله يمهل ولايهمل وأنظر لحالي وأعتبر مما فعلت وحصدت يداي ، فوالله أني الان نادمة أشد الندم وأطلب المولى أن يغفر لي ويسامحني على ما أقترفت من ظلم ، بالأمس زرعت واليوم حصدت زرع يداي ،فأحذر يابني أن تظلم أحداً.
أغلقت دفتري وحملت أقلامي ورحلت ولازال يدور في خلدي كيف به أن يفعل ذلك بأمه وكيف بها أن تظلم وتبطش بالأرض ؟ أيعقل أن تتحول قلوب البشر إلى كتلة صخرةً صماء !! كيف حولهم حب المال إلى شياطين بصورة بشر؟
(ملاحظة)
القصة اقتبست من ظلم البشر تخللها خيال كاتب